سريعاً ما تغيرت كل مجريات الأحداث والمواقف الدولية والإقليمية تجاه الأوضاع في سوريا على الأقل على المستوى السياسي، بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بتنفيذ مهامه، أو صلاحياته التي من الواضح أنها بلا حدود أو خطوط حمراء، إذا ما تمعنا في سلوكه وتصريحاته ومواقفه، التي قلبت كل موازين القوى والاتفاق والتوافقات الدولية والإقليمية، وخاصة تجاه سوريا. وهذا ما جعل الفصائل العسكرية التي شاركت في أستانا تنقلب على كل ما كان على أبواب انعقاد الجولة الثانية في 6 من الشهر الجاري، عدا عن المتغيرات الميدانية التي لا تصب في صالح التهدئة، أو الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية.
هل سيؤدي التموضع الأمريكي الجديد إلى عرقلة أستانا
انتعاش الدور السعودي هل سيقوض صيغة أستانا
العلاقات الأميركية الإيرانية المتدهورة هل ستعطل صيغة الترويكا
هل عملية الفصل بين الجماعات الإرهابية كانت بعيدة عن المخابرات التركية
الإخوان المسلمون في صدارة مشهد الشمال للفصائل المحسوبة على تركيا، ما موقف دمشق
بالمجمل هل يمكن أن نقول إن الملف السوري دخل في نفق مظلم
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها في حلقة اليوم على أمين عام هيئة العمل الوطني الديمقراطي المعارضة الأستاذ محمود مرعي، نختصرها وفق الآتي:
حول التموضع الأمريكي الجديد ودوره في عرقلة أستانا، قال السيد مرعي: نعم من الممكن، وبدأ هذا التعطيل من لقاء أمس بين الفصائل المسلحة والخارجية التركية ووفد الرياض، حيث بدأ المجتمعون بالإعلان عن أنهم سيقاطعون جنيف. إذاً هناك تحول واضح من قبول وقف إطلاق النار، ولحضور جنيف، إلى مقاطعة جنيف. إذاً هناك بداية واضحة للتحول، ويمكن أن يشمل هذا التحول والهيئة العليا للتفاوض، ويمكن أن يشمل حتى الدولة التركية، وينشط بذلك الدور السعودي، وكذلك التهديد الأمريكي لإيران بالتعامل بكافة المسائل بعد التجربة الصاروخية التي لا تحمل أصلاً رؤوسا نووية أو كيميائية، وبالتالي التموضع الجديد للرئيس الأمريكي يمكن أن يقلب الموازين، وهذا بدا واضحاً من خلال أمس في أنقرة.
وقال السيد مرعي ماتم في أستانا تم بغياب الإدارة الأمريكية الجديدة إلا من خلال وجود السفير الأمريكي في كازاخستان. ومن هنا نرى أن الإدارة الأمريكية تريد أن يكون لها تدخل، ووزن ودور حقيقي في سوريا والإقليم، وهذا التغير ظهر من خلال الفصائل التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد السيد مرعي أنه لابد من اللقاء الروسي الأمريكي، لأن هذا اللقاء سيخفف من حدة التوتر والتصعيد، لكن على ما يبدو أن الإدارة الإمريكية تريد أن تحد من النفوذ الإيراني، ونفوذ "حزب الله" في سوريا، والتواجد الإيراني وحزب الله في سوريا موجود وتواجدهما هو رديف للجيش السوري
وهم يريدون إضعاف الدولة السورية وحلفاء الدولة السورية ويريدون العودة إلى طاولة التفاوض من خلال المسلحين وحلفاء الإدارة الأمريكية من السعودية وقطر وتركيا
في الختام، دعا السيد مرعي الدولة السورية إلى فتح طاولة الحوار السياسي بين الدولة السورية والمعارضة الداخلية الوطنية والخارجية المؤمنة بالحل السياسي، وأكد لابد من الاتفاق بين الدولة السورية، وهذه المعارضة من أجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب، والتطرف وفي مواجهة هذه القوى التي تريد أن يكون هناك سوريا ضمن إطار الإسلام السياسي السلفي الإرهابي، الذي نشر الإرهاب في كافة دول العالم وفي الإقليم وفي سوريا
لذا نطالب الدولة السورية بفتح طاولة الحوار، وأطالب الأصدقاء الروس بأن يساعدوا على ذلك من أجل إطلاق حوار وطني عام لإنقاذ سوريا
تتابعون التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
