اعتقد المحلل السياسي الليبي، عبدالحكيم فنوش، أن تصريحات مستشار السياسة الخارجية الأميركية، وليد فارس، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والبرلمان المنتخب، بأنه منطقية، مطالبا أن يسود هذا التوجه المرحلة القادمة، خاصة إذا كانت هناك إرادة حقيقية لمواجهة خطر الإرهاب في ليبيا والعالم، لمواجهة كل التحديات التي تعصف بليبيا.
وقال فنوش لبرنامج ملفات ساخنة على إذاعة سبوتنيك، إن الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، هو الجهة الوحيدة التي أثرت خلال الفترة الماضية، وهي القادرة على مواجهة الإرهاب، على الرغم من كل الضغوطات الخارجية التي كانت تعمل مع جماعات سياسية متورطة بشكل مباشر مع الجماعات المتطرفة، فإذا كانت الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الأزمة في ليبيا، فلا توجد هناك جهة في ليبيا تُدعم سوى البرلمان الشرعي والجيش الليبي، الذي واجه الإرهاب خلال السنوات الماضية، معتبرا أن هذا التوجه جيد، ويأتي في سياق التنسيق بين السياسة الأمريكية الجديدة مع روسيا.
وأضاف أن هناك توجه عام في الولايات المتحدة لمحاربة جماعة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية، وهذا ثابت يجب الوقوف لديه، وأيضا تصريحات ترامب واتهاماته للسيدة كلينتون بدعم تنظيم داعش الإرهابي، وأنه جاء لمحاربة أي تنظيم متطرف.
فيما قال المحلل السياسي الليبي، فوزي الحداد، إن المشكلة الليبية مشكلة معقدة، زادت منها التدخلات الخارجية المستمرة في القضية وتأثيرها على أطراف الصراع على الداخل الليبي، ما يزيد تعقيد الأزمة.
وأضاف أن هذا التوجه الجديد للإدارة الأمريكية لا أحد يعلم كيف سيؤثر على الأزمة في ليبيا، مع جهود دول الجوار الليبي، مصر وتونس والجزائر، التي استغلت الفراغ الذي تركته الإدارة الأمريكية، وبدأت مفاوضات جدية بعيدا عن التدخل الأمريكي الذي سيعطل الأمور، ومثل هذه التصريحات تعطل جهود دول الجوار لإيجاد حل حقيقي للأزمة الليبية.
واعتبر أن هذا الموقف لا يمكن أن يترجم أمريكيا إلى واقع على الأرض، مع الجيش والبرلمان، وإنما هي منافسة لروسيا، وزيادة لتعقيدات الأمور، لأن المواقف الأمريكية الرسمية عكس ذلك تماما، خصوصا ما يتعلق بقرارات مجلس الأمن، واعترافها بالاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الوطني، ما يزيد المشهد الدولي ارتباكا بخصوص القضية الليبية.
إعداد وتقديم: عبدالله حميد
