يقول الدكتور أحمد الشريفي:
إن عناصر "داعش" الموجودة في الساحل الأيمن من الموصل محاصرون، ولكن يوجد بعض عناصر من التنظيم خارج الرقعة الجغرافية التي تم فيها الأخذ بمبدأ العزل والتطويق، وقرار "داعش" الانسحاب إلى مدينة الرقة السورية يشمل جيوب التنظيم التي كانت تقوم بالتعرض للقوات العراقية من أجل كسر الحصار عن التنظيم في الساحل الأيمن. وهذا يعني أن التنظيم بشكل أو بآخر يطالب عناصره بمغادرة مسرح العمليات العسكري العراقي، وهذا لايعني زوال التهديد وانما انطلاق مرحلة جديدة تهدد الأمن عبر تحريك التنظيم لخلاياه النائمة.
يقول مؤيد الجحيشي:
كان تقدم القوات العراقية في الأسبوعين الماضيين سريعا وقويا، لذا قام تنظيم داعش بوضع خط صد قوي في المحور الجنوبي، لعلمه بتقدم القوات العراقية عبر ذلك المحور. وبعد أن عبرت القوات العراقية حائط الصد هذا أصبح المجمع الحكومي على مرمى نيران القوات العراقية، علما أن خط صد "داعش" القوي هذا استخدم فيه التنظيم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وحصل دمار في الأحياء المحررة وصل إلى ما نسبته 75% حيث دافع "داعش" عن تلك الأحياء بشراسة.
الأحياء التي تم تحريرها من قبل القوات العراقية هي أحياء شبه حديثة، حيث أسست تلك الأحياء في خمسينيات القرن الماضي، لكن الأحياء التي تليها فهي أحياء قديمة جدا، ولو سارت المعركة على هذا المنوال فسنشهد دمارا شاملا في تلك الأحياء القديمة.
اختلفت تماما استراتيجية القوات العراقية في تحرير الجانب الأيمن من الموصل عن نظيره الأيسر، حيث أن جغرافية المعركة تختلف في الساحل الأيسر الذي يضم أحياء حديثة، بينما الساحل الأيمن يضم أحياء مكتظة وقديمة، وخطة التقدم من محور واحد في الساحل الأيمن هي التي أدت إلى هذا الدمار في المدينة، ولو دخلت القوات العراقية من أكثر من محور لما شهدنا معركة بهذه القوة، كما أن سكان الموصل يقولون إن ما تبقى من عناصر التنظيم في الساحل الأيمن أقل من ألف مقاتل ، أما المقاتلون المحليون فقد تركوا سلاحهم وذابوا في الأحياء السكنية، وهذا ما أكده القائد في جهاز مكافحة الارهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي عندما أعلن مقتل أكثر من مائة عنصر من داعش جميعهم من الأجانب.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون