في أول خطاب للرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون بعد تنصيبه رئيسا لفرنسا ودخوله قصر الإليزيه، أكد نيته العمل على إعادة الثقةِ إلى الفرنسيين وإنهاء الانقسامات الحاصلة في المجتمع الفرنسي، داعيا في الوقت نفسه إلى إعادة بناء أوروبا وإنعاشها ومكافحة الإرهاب.
وفي هذا السياق تبرز الأسئلة التالية:
هل أن الرئيس الفرنسي له القدرة على تحقيق ذلك في هذه الظروف الراهنة؟
ما هي التحديات البارزة التي تواجه الرئيس الجديد إلى جانب الانتخابات التشريعية القادمة التي هي على الأبواب؟
هل سيكون هناك تغيير في السياسة الخارجية الفرنسية وخاصة إزاء روسيا وسوريا؟
ما هي دلالة قيام ماكرون بزيارته الأولى إلى الخارج، اليوم، بزيارة برلين للقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل؟
يقول الباحث في أكاديمية باريس للجيوبوليتيك فيصل جلول في حديث لإذاعتنا بهذا الصدد:
بالنسبة للرئيس الفرنسي الجديد، المسألة المهمة له أن يكسب ثقة الناخبين الذين اختاروه، ونحن نعرف أن الفرنسيين اقترعوا خلال ثلاثة عقود أو أكثر، فكانوا يقترعون يمينا فلا يجدون الأهداف التي اقترعوا من أجلها، ويقترعون يسارا فيحصلون على نفس النتيجة، حيث يطبق الرئيس المنتخب برنامجا يمينا، وهكذا لم يلتزم أي رئيس بوعوده الانتخابية. لذا أراد ماكرون أن يطبع رئاسته بالقول، بأنه يريد تنفيذ ما وعد الناخبين به، خصوصا أن هناك انتخابات تشريعية قريبة ويريد أن يحصل على الأغلبية في البرلمان ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون إعطاء وعود قاطعة للناخبين بأنه سينفذ برنامجه بدقة ولن يتخلى عن أي بند من بندوه.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون عين عمدة مدينة لوهافر إدوارد فيليب رئيسا جديدا للوزراء في فرنسا.
وقال المتحدث باسم قصر الإليزيه ألكسيس كولير للصحفيين، اليوم الإثنين: "الرئيس اتخذ قرارا بتعيين إدوارد فيليب رئيسا للوزراء وكلفه بتشكيل الحكومة".
ويعكس اختيار إدوارد فيليب (46 عاما) من خارج حركة الرئيس "الجمهورية إلى الأمام" رغبة الرئيس الوسطي في الجمع بين كافة الأطياف السياسية ومن شأنه أن يجتذب أصوات قسم من اليمين لتأمين غالبية في الجمعية الوطنية خلال الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو المقبل، وهو شرط أساسي لكي يتمكن من تطبيق إصلاحاته.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي