تجري محادثات جنيف بخصوص الأزمة السورية في جو من التوتر الذي لا يمكن تجاهله بالرغم من كل التصريحات الرسمية وغير الرسمية من الأطراف الضامنة أو الراعية في ظل غياب الولايات المتحدة التي أشار إليها عضو مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف في معرض رده أمس على توجيه اتهامات جديدة للرئيس الأسد قائلاً إن هذه التصريحات في هذا الوقت هدفها إعاقة محادثات جنيف ومحاولات أمريكية لتخريب اللقاء وجعله فاشلاً.
وبالتالي هنا تتبادر إلى الذهن الكثير من التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجابات ومحورهها الأساس:
مالذي ينتظر بالفعل من محادثات جنيف في مثل هذه الأجواء؟
وما هي طبيعة العلاقة التي تربط جنيف بأستانة كمسارين منفصلين لهما هدف أساسي وحيد هو إطلاق الحل السياسي في سورية؟
يقول الأكاديمي والمستشار السياسي الدكتور سليمان سليمان:
هناك فريقان غيرمنسجمان، هناك فريق وطني يمثل الدولة السورية والشعب السوري والقيادة السورية والجيش العربي السوري ويمثل حلف المقاومة وله شرعية وأممية وله جذور في الأرض ويستمد قوته من إثنتين ، من الأرض ومن قوة العدل الإلهي وكلمة الحق، لذلك نجد هناك فريق غير منسجم وغير جدي وغير متفق على ضرورة الحل السياسي ، وسمعنا السيد ديمستورا حين قال أن هذه الوفود مختلفة ، ونسأل السيد ديمستورا وهولاء الإرهابيين ورعاتهم كيف هو شكل الإختلاف ؟ وأين هو ؟ هل هو في تكثيف الإجتماعات؟ وهل هو في إيصال حل أو اشراك الوفود أو تقديم التنازلات وحقن الدم السوري ؟ ، حقيقة الأسئلة كثيرة في هذا الموضوع لأننا نرى أن هناك فريقاً غير جدي وغير مهتم بالعملية السياسية إطلاقاً.
وأردف الدكتور سليمان قائلاً:
عمليا يركزون على قضية أساسية قبل عقد جلسة مجلس الأمن القادمة، يركزون على مناقشة معمقة لسلال أربعة طرحت، وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، ولكن هل هذه القضايا تفضي إلى نتائج حقيقية؟ هل هي ضرورية لتأكيد استمرار المسار السياسي في جنيف بعد أستانة؟
أيضا هذا سؤال مشروع ، إذا كان هو استمرار سياسي بعد نجاح أستانا فهنا يحق لنا أن نطرح سؤالا على المبعوث الأممي، عن الاتفاق الذي سيتم، هل هو إرضاء للخليج؟ على أن يكون هناك فقط بحث سلة الحكم ، أم الانتقال إلى مكافحة الإرهاب، أم السلل مجتمعة!
وأضاف الدكتور سليمان:
رئيس "منصة موسكو" الدكتور قدري جميل بدوره قال:
البارحة اجتمع وفدنا مع ديمستورا وقدم ديمستورا اقتراحه بأن يبدأ العمل الفني بلجنة واحدة هي لجنة الدستور نحن أبدينا عدم اعتراضنا على هذه الفكرة ولكن قلنا إنه يجب توسيعها بأسرع ما يمكن كي تشمل جميع القضايا التي يجب أن تطرح من خلال السلال الأربعة المقترحة، اقترحنا أن يكون هناك أربع لجان فنية تعمل بشكل مستمر بغض النظر عن وجود جولة أو عدمها حتى تنهي أعمالها نهائيا وتثبت مواقف جميع الأطراف على أساس ذلك يصبح موضوع المفاوضات المباشرة أكثر سهولة.
وأردف الدكتور جميل قائلاً:
انتقاداتنا القديمة للسيد ديمستورا بأنه بطيء الحركة جدا وبأنه لا يقوم بمبادرات فعالة، مما جعل أستانا تتقدم على جنيف، مع أن استانا يجب أن تكون نقطة ارتكاز مساعدة لجنيف وليس العكس، انتقاداتنا أن مواقفه رخوة يحاول إرضاء الجميع وهذا مالا يمكن تحقيقه فعليا ويؤدي إلى إغضاب الجميع، وكان يقوم بالإيحاء بالحركة دون أن يقوم بحركة تالية، وفدنا اأس قال له المطلوب منا جميعا ومنك بالدرجة الأولى خطوة عملية صغيرة، والورقة التي سلمنا أياها ديمستورا يوم أمس هي حول الآليات التي يجب أن يجري من خلالها بحث السلة الأولى، سلة الدستور ونحن أبلغناه موقفنا المبدئي أننا لسنا ضد ولا نعترض على البدء بالعمل بهذا الشكل على أن لا يتوقف هنا وعلى أن يتوسع وأن تشكل لجان في كل السلات المطلوبة.
وأضاف الدكتور جميل قائلاً:
وختم الدكتور جميل حديثه قائلاً:
اللقاء مع السيد غاتيلوف كان إيجابيا جدا وكان هنالك تقارب كبير في وجهات النظر.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم