إعداد وتقديم يوسف عابدين
ربما يكون موقعها على الحدود التونسية الليبية في جنوب تونس وما أدراك ما الوضع في ليبيا بجانب الأوضاع الاقتصادية في البلاد وسعي بعض الجهات الداخلية إلى إحداث توتر في البلاد هو المحرك وراء ما تشهده ولاية تطاوين واحدة من أكبر الولايات التونسية من احتجاجات تطالب بالتشغيل، ولكن تصاعدت الأحداث بعد اعتصام دام أكثر من شهر لتشهد الولاية أمس أحداث عنف تعاملت معها القوات الامنية التونسية باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين حاولوا غلق محطة لضخ النفط بالكامور بصحراء تطاوين وأقدموا على حرق عدد من سيارات الأمن ومقر إقليم الحرس الوطني بالجهة مما دفع بالتساؤل حول السبب من تحويل المظاهرات من سلمية إلى غير سلمية. من هنا كانت حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" عبر إذاعة "سبوتنيك" والتي قالت فيها الكاتبة الصحفية أحلام العبدلي إن الحكومة التونسية لم تفقد السيطرة على الأوضاع في تطاوين وإن الدولة التونسية لم ولن تفقد السيطرة على شبر واحد من التراب التونسي ولكن تتعامل بأقصى درجات الحذر مع المحتجين هناك لتهدئة الأمور، إلا أن بعض الجهات السياسية تتحمل المسؤولية في تأجيج الأوضاع في البلاد وقد طالبوا بالفعل بانتخابات رئاسية مبكرة كما أن شبكات التواصل الاجتماعي تساعد في تأجيج الأوضاع بنشر أخبار منها الكاذبة كمقتل حالة ثانية من المحتجين وهو ما تم نفيه من قبل الجهات الرسمية.
وأشارت العبدلي أن الوضع اليوم في تونس حساس ولا يمكن إنكار ذلك، وهناك تزامن غريب بين تصاعد الاحداث مع وجود الرئيس التونسي خارج البلاد في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض وأيضا بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع وهو ما خلق نوعا من التكهنات والشكوك حول الدافع الحقيقي وراء توتر الأحداث.
وأكدت العبدلي أن حملة (الرخ لا) المنطلقة الآن في تطاوين هي امتداد لحملة وين البترول التي أطلقها حزب الرئيس السابق منصف المرزوقي سنة 2015 وهذا كله يؤشر بطريقة أو بأخرى أن هناك في مكان ما جهة سياسية تصفي حساباتها مع حكومة الوحدة الوطنية ومع الائتلاف الحاكم ومع الرئيس باجي قايد السبسي من خلال احتدام بين المؤسسة الأمنية والعسكرية والمحتجين.
من جانبها قالت هالة عمران عضو لجنة التشريع العام بالبرلمان التونسي في حديثها لـ"سبوتنيك" إن هناك لوبيات فساد موجودة في تونس من مصلحتها توتر الأجواء في الجنوب التونسي وتشويه الاعتصام الذي كان سلميا في بداية الامر حتى تقوم بعمليات التهريب والإرهاب من وإلى ليبيا.
وصرحت عمران قائلة إن البرلمان التونسي اليوم تعقد فيه جلسة عامة ومفتوحة بخصوص الأحداث في تطاوين وتم تخصيص زمن محدد للزملاء النواب لإبداء رأيهم في هذا الموضوع مع حضور الوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس الشعب، والأمور تسير بالشكل الإيجابي ويجب على المواطنين في تطاوين أن يكونوا حذرين من التوظيف السياسي واللامشروع لهذه الأحداث من قبل البعض والذي يمس الدولة التونسية.
