هل خرجت قطر من العباءة الأمريكية أم تقلدت دورا جديدا، سؤال يطرحه السياسيون في الخليج بعد الأزمة الأخيرة، إثر تصريحات أطلقها أمير قطر أثارت حفيظة السعودية والإمارات.
في هذه الأحداث جاءت زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للكويت، ولقاءه بالأمير صباح الأحمد، اختلف البلدان في توصيفها، حيث سمتها قطر بـ"الرسمية"، ووصفها الكويت بـ"الأخوية، لكنها في كل الأحوال جاءت محاولة لرأب الصدع الخليجي.
الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور عاطف عبد الجواد، قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تقف مع تقف مع الدول الخليجية لسبب بسيط، وهو أن لها موقفا ثابتا في حث دول العالم لمكافحة الإرهاب، وهناك أصوات مرتفعة في الكونغرس الأمريكي وفي أوساط صناع السياسة الأمريكية، الذين يرون أن قطر لا تقوم بتنفيذ تعهداتها في نبذ الكراهية ولا في مكافحة تمويل الإرهابيين.
وأشار الأكاديمي الأمريكي أن واشنطن ليس لها دور في تحركات قطر الأخيرة، لأن سلوك قطر معروف منذ فترة فيما يخص مكافحة الإرهاب، وواجهت معضلة في مواجهة هذا السلوك، موضحا أنها قامت باستغلال قطر لاتصالها ببعض الجماعات الإرهابية، مثل طالبان، التي لها صلات وطيدة بها، ودورها في دفع فدية لمختطفين من جماعات إرهابية من دول أوروبية.
ونوه في لقائه لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، أن الولايات المتحدة لن تتدخل في المشكلات الداخلية الخليجية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى، ولكنها تركز على أمرين مكافحة الإرهاب ونبذ التفرقة الطائفية، ومن جهة أخرى موقفها ضد السلوك الإيراني في المنطقة.
وقال عشقي لبرنامج "ملفات ساخنة" على أثير إذاعة "سبوتنيك"، أن حل الأزمة مع قطر وارد إذا نفذت عدة أمور تنفذها على الأرض، مثل، إيقاف العلاقات مع إيران إلا في العلاقات الطبيعية بين الدول، ووقف هجماتها ضد دول الخليج، وإيقاف دعم القنوات الإعلامية التي تستخدمها ضد السعودية الإمارات، وعليها إيقاف مساعداتها للجماعات الإرهابية وجماعات الحوثي في اليمن.
وعن سؤال عن أن الأحداث هي إعلان لدور قطري جديد في المنطقة رسمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد قمة الرياض، قال إنه لا يعتقد ذلك، لأن البيت الأبيض أرسل رسالة إلى قطر، حثها على أن تلتزم بمقررات الرياض، ما يعني استياء أمريكي من قطر.
وأشار أن الولايات المتحدة مع روسيا تحاولان بجهود حثيثة تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مذكرا أن الولايات المتحدة بعثت إشارات إلى قطر منها التفكير في نقل قاعدة "العديد"، وأيضا إشارات بأن توقف دعمها للإرهاب وعلاقاتها مع قطر.