اليوم تقف الولايات المتحدة موقفا صعبا يصيبها في حالة من عدم التوازن أمام اختيار المسار الصحيح للحفاظ على ماء وجهها ومصالحها في سورية والمنطقة في ظل تلميحات روسية نحو إخراج الولايات المتحدة من سورية بعد القضاء على "داعش"، وتخوف الولايات المتحدة من أن تقوم روسيا باستخدام هذه الورقة لإخراجها من الأراضي السورية كونها متواجدة بشكل غير قانوني على الأراضي السورية، وهذا أصلاً ما اعترف به توني توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية مشيراً إلى أن الروسي إذا ما استخدم هذه الورقة فأنه لن تكون هناك قدرة للولايات المتحدة على البقاء في سورية.
القوات الأمريكية استهدفت القوات السورية عدة مرات تحت حجج واهية ما أزعج موسكو جدا، وواجهت هذه التصرفات الأمريكية الرعناء غضبا وانتقادا من قبل الروس، بالمجمل لا يستبعد إجراء استجواب ومساءلة قانونية للوجود الأمريكي بعد هزيمة "داعش" على الأراضي السورية.
إذاً هل ستلعب موسكو على هذا العامل للضغط على الولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي بما يتوافق مع قوانين الشرعية الدولية؟
وفي حال أرادت استخدام هذه الورقة فعلاً هل الوقت بات مناسباً أم أنه لابد من تشكيل أرضية أكثر تماسكاً أمام مكر وخداع الولايات المتحدة؟
وماهو الموقف السوري من الإجراءات الأمريكية الحالية وماسيتعبها في المستقبل؟
وجهة النظر السورية جاءت على لسان عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي، الذي قال ضمن برنامج "ملفات ساخنة" مع زميلنا عبد الله حميد:
هناك تراجع استراتيجي للدور الأمريكي في المنطقة بشكل عام، وإذا نظرنا للقواعد الأمريكية شرق نهر الفرات، هي لا تشكل أي خطورة من الناحية العسكرية، موضحا أنها مجموع من السرايا حاولت الولايات المتحدة استثمارها من أجل موقف سياسي معين، تقسيم أو فدرالية، أو أي حلول سياسية على الدولة السورية.
أما وجهة النظر الروسية المرتكزة على الموقف الرسمي الروسي فجاءت على لسان المستشرق الروسي، الصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية، أندريه أونتيكوف:
في الحقيقة أريد أن أقول أن الموقف الروسي حيال التواجد الأمريكي على الأراضي السورية هو تواجد غير قانوني وغير شرعي، لذلك هناك أيضا تخوفات من أنه بعض القضاء على تنظيم "داعش" لن ينتهي هذا التواجد الأمريكي على الأراضي السورية لأن هناك تواجد سري وغير سري للأمريكي على الأراضي السورية في صفوف الأكراد في صفوف ما يسمى بالمعارضة المسلحة، وفي نفس الوقت التواجد والضربات العسكرية الأمريكية لن يكون مبررا لها، وكما قلت روسيا منذ بداية الدخل الأمريكي في الأراضي السورية تقول هذا وجود غير قانوني وغير شرعي، لذلك أنا أعتقد أن روسيا ستواصل سياستها وستصر على خروج الأمريكي من الأراضي السورية.
من هنا يتضح أن الموقفين الرسمي وغير الرسمي لدى روسيا وسورية يرتفع على حامل واحد يتركز على تطبيق قوانين الشرعية الدولية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها بعد القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي ماسوف يضطر الولايات المتحدة على التراجع عن ما تقوم به لتقسيم الدولة السورية أو انتهاك حرمة وسيادة أراضيها.
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم