الغموض يسيطر على أوروبا، ربما هي التغيرات العالمية الجارية، والتحولات الاقتصادية التي أثرت على أكبر بلد أوروبي، فخروج بريطانيا جعل الأوروبيين ينظرون إلى مستقبل أوطانهم بنظرة غير واثقة من سير الأحداث المتتالية في العالم.
السياسيون في أوروبا بدأوا يكرسون جهودهم ربما للخروج من عباءة واشنطن، المتحكمة في مصائر العالم، على اعتبار أنها تنظر إلى نفسها أنها القطب الأوحد في الكون، ومع سياسة واشنطن التي ينتهجها الرئيس ترامب، وطرح نواب البرلمان الأوروبي مبادرة تهدف إلى إنشاء هيكلية دفاعية جديدة للاتحاد الأوروبي، معبرين عن قلقهم إزاء "غموض" مستقبل علاقاته العسكرية مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
الكاتب والمحل السياسي، أحمد أبو دوح، من لندن، قال إن "هذا استكمال للواقع الجديد الذي بات يتشكل يوما بعد يوم عن مفهوم الغرب التقليدي الذي انقسم إلى قسمين"، مشيرا أن هناك عدة ملفات أدت إلى هذا الواقع، منها الملف الدفاعي، وأيضا العقوبات الأمريكية على روسيا، وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، من انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتأكد الأوروبيون من اختلاف الرؤى خلال زيارة ترامب إلى أوروبا.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد عبدالمطلب، من نيويورك، إن الغموض دائما بين القوى الكبرى على الساحة ويرجع دائما إلى المصالح المشتركة، وعند النظر إلى المصالح الموجودة نستطيع تفسير الموقف الحالي، ويعود هذا لخروج بريطانيا، وهي أكبر بلد ممول للاتحاد الأوروبي ما يشكل أزمة داخل الاتحاد، الذي تم إنشاؤه في الأساس لمواجهة الدولار الأمريكي.