ورغم كل هذه الأثمان الفادحة التي دفعتها المرأة السورية، فإنها لم تتوان عن تقديم فلذات أكبادها فداءً للوطن، فكانت أم الشهيد أو أخته أو زوجته أو ابنته، أو حبيبته. ولم ترض لنفسها إلا أن تعيد تجسيد دور عشتار السورية، والسيدة العذراء التي رأت بأم عينها كيف تم تعذيب ابنها فداءً وخلاصاً للوطن.
الصحفية والناشطة الاجتماعية غادرة قدور قالت ان المرأة السورية هي اكثر من ضحى في سوريا ولم تتوان في اهداء فلذة اكبادها من اجل ان تبقى سوريا الجنة وان الوطن هو الكرامة.
كما استضفنا الفنانة السورية التي اقامت عدة معارض فنية في موسكو تعبر عن ألم دمشق وعن الم الشعب السوري مع اظهار ما تحمله الحضارة السورية من معاني انسانية.
التهجير وفقدان كل شيء وتبقى السعادة الاولى والأخيرة هي ان الأرض سليمة هذه السعادة لا يدركها الا من فقد رائحة تراب الوطن ام محمد هي احدى القصص لنساء سوريا لجئن وخشرن كل شيء الا انهن فضلن العودة الى تراب الوطن ولم تأبه بأنها اضاعت كل شيء وقالت ان الاهم انها عادت الى ارض سورية ولطالما الأرض سليمة فيمكن ان تبنى البيوت عليها مرة اخرى.
قصص كثيرة فرضتها الأزمة تنسج كتباً عن تضحيات المرأة السورية التي لم تتوقف منذ الأزل كيف لا وهي تحاكي زنوبيا ملكة تدمر وماري فالمرأة السورية كانت ومازالت الأم والأخت والابنة فهي تختزل سورية كلها، ويحق لها العناية والعمل على حمايتها وتطوير حياتها. المرأة السورية تستعيد اليوم التاريخ كله، مؤكدةً أنها لم تعد تشكل فقط نصف المجتمع، بل باتت عماده كله. يجب أن نقف بانحناء لتضحيات المرأة السورية وعطائها، وتكريمها من خلال منحها الحق في بناء بلدها والدفاع عن وطنها واعادة اعمار سوريا.