ومع ذلك تحتل روسيا والولايات المتحدة المراتب الأولى من حيث القدرات العسكرية والفنية. ولهذا تُجري مراكز التحليل العسكري مقارنة بين هاتين القوتين بشكل مستمر، آخرها كانت المقارنة بين أشهر مروحيتين في العالم: الروسية "كا-52" الملقبة بـ"التمساح"، و"أباتشي" الأمريكية المعروفة عالمياً.
لكن الغلبة وفقاً لاعتراف الخبراء العسكريين الأمريكيين كانت للـ"التمساح" من حيث الحفاظ على حياة طاقمها، بفضل منظومة القفز المظلي المزودة بها والتي تجعلها الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ الطاقم في اللحظة الحاسمة.
وبين الميزات الأخرى التي تزيد من حصيلة نقاط "التمساح" أمام "أباتشي"، هي صواريخ "شتورم" الموجهة، وصواريخ "الإبرة- جو جو" للقتال القريب ونزال مروحيات العدو المفترض، إضافة إلى صواريخ "جو أرض" لضرب الأهداف الأرضية.
أما النقاط التي تحسب للطائرة الأمريكية أمام "التمساح"، فكان أبرزها حسب المقارنة الأمريكية، تفوقها على المنافس الروسي بأنها قادرة على قطع مسافة إضافية بواقع 150 كم قبل التزود بالوقود.
المارد التنين من التوسع الاقتصادي إلى العسكري
الصين تطمح من خلال شروعها في بناء القواعد العسكرية خارج البلاد، أن توسع انتشارها العالمي عسكريًا منافسة بذلك أمريكا وروسيا. فهي تطمح لبناء جيش على طراز عالمي في عام 2050، لا يقتصر على التواجد الداخلي وإنما الخارجي من خلال إنشاء قواعد أخرى في مناطق ذات أهمية، وهو ما يعني تحولًا في سياسة الصين واستبادلها التوسع الاقتصادي إلى توسع عسكري.
بكين تسارع في تصنيع وبناء السفن والطائرات والأسلحة الأكثر تكنولوجية، وعلى التوازي تقوم بفتح القواعد العسكرية. ففي شهر آب/أغسطس في نفس اليوم الذي احتفل فيه جيش التحرير الشعبي الصيني بمرور 90 عاما على تأسيسه، افتتحت قاعدة عسكرية في جيبوتي، وهذه هي أول قاعدة بحرية خارجية للصين.
ويشرف الرئيس الصيني على برنامج تحديث عسكري طموح يشمل تطوير قدرات القوات الصينية للعمل بعيدا عن البلاد. وفي إطار مواصلة هذا النشاط العسكري تتحدث الأوساط العسكرية عن قرار صيني ببناء قاعدة عسكرية جنوب غرب باكستان، معتبرة ذلك دليلا على توسع بكين في هذه المنطقة الاستراتيجية على حساب الولايات المتحدة.
وبالتالي تعتبر المراكز العسكرية الغربية إن الصين خلال محادثاتها مع باكستان الهادفة لتشييد ثاني قاعدة بحرية لها (بعد القاعدة في جيبوتي)، تخطو خطوة أخرى باتجاه استعراض المزيد من قدراتها العسكرية في الممرات البحرية الاستراتيجية.
القيادة العسكرية الأمريكية تقلل من مخاطر التحول الباكستاني نحو الصين، في إشارة إلى أن لبكين وواشنطن مصالح مشتركة في باكستان، خاصة فيما يتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب.
"أسماك القرش" الروسية تهدد الانترنت في إعماق المحيطات
من ضمن المخاوف التي يتحدث عنها الغرب بسبب تعاظم قوة روسيا هو بما سيحدُث لو قررت موسكو فعلا مهاجمة خطوط الإنترنت الممدودة في قاع المحيطات والبحار. ويأتي هذا على خلفية إعلان قيادة الناتو قلقها بشأن سلامة خطوط الاتصالات تحت المائية بسبب نشاط الغواصات الروسية.
شخصيات عسكرية رفيعة المستوى من القوات البحرية الأمريكية، حذرت وعلى مدى سنوات عديدة من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن هجوم محتمل للسفن الحربية الروسية على كابلات الإنترنت. ويتفق معهم في هذا الرأي، زملاؤهم من بريطانيا الذين يرون أن مثل هذا الهجوم سيتسبب بكارثة حقيقية لبلادهم.
بعض الأوساط العسكرية يرى أنه حتى لو قامت الغواصات الروسية بقطع عدة كابلات في المحيط الأطلسي، فلن يتسبب ذلك بتعطيل عمل الإنترنت بشكل جدي. ولو افترضنا جدلا أن الغواصات الروسية تمكنت من قطع كل الكابلات في المحيط الأطلسي، فيمكن إعادة توجيه حركة الإنترنت من خلال الكابلات في المحيط الهادئ. ولو تمكنت روسيا بطريقة ما من عزل الولايات المتحدة بالكامل عن خطوط الإنترنت البحرية، فيستطيع الأمريكيون استخدام الشبكات الأرضية للاتصالات داخل البلاد.
بعض الخبراء الروس يصف مثل هذه التصريحات بالخيالية. حيث يشير الخبراء العسكريون، إنه وعلى الرغم من وجود إمكانية نظرية لدى موسكو للقيام بقطع خطوط الاتصالات العميقة تحت مياه الأطلسي لكن هذه الفكرة ليست إلا ثمرة من ثمار الخيال المحموم لجنرالات الجيش البريطاني.
ما هي خيارات ترامب لإيقاف كيم
المصادر العسكرية الأمريكية تتحدث عن وجود أربعة خيارات عسكرية للتعامل مع كوريا الشمالية، لكن جميعها سيئة.
الخيار الأول: منع التجارب الصاروخية بالقوة
وهذا أحد الخيارات العسكرية، التي تم طرحها منذ عام 2006، وتعتمد على إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه من الطائرات باتجاه منصات إطلاق الصواريخ التي تستخدم في إجراء تجارب صاروخية، أو اسقاط الصواريخ بعد إطلاقها.
لكن مراكز التحليل العسكري أوضحت أن نسبة النجاح في الحالتين تتراوح بين 25 إلى 75 بالمئة، إضافة إلى أن ذلك ربما يجعل بيونغ يانغ تسارع في استخدام الوقود الصلب الذي يجعل عملية رصد التجارب الصاروخية وتحديد مكانها أكثر صعوبة.
الخيار الثاني: إغلاق الموانئ
وهنا يمكن أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها السفن الحربية في إغلاق الطرق البحرية المؤدية إلى كوريا الشمالية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تضييق اقتصادي وعجز في قدرتها على الحصول على مصادر الطاقة من الخارج.
لكن هذا الإجراء لن يحد من التهديدات العسكرية رغم أنه يمكن أن يصنع أزمة اقتصادية في كوريا الشمالية، التي حذرت من أنه سيكون بمثابة إعلان حرب، وفقا للمصادر الأمريكية.
الخيار الثالث: تدمير البنية التحتية
يعد تدمير البنية التحتية للبرامج النووية للدول إحدى الوسائل التي تم استخدامها مسبقا في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007 لمنعها من امتلاك سلاحا نوويا.
ويمكن للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن تنفذا هجمة استباقية ضد مفاعلات كوريا الشمالية النووية التي تم تحديد موقعها، لكن بيونغ يانغ تمتلك منشآت غير معروفة تنتج غالبية البلوتونيوم اللازم لإنتاج قنابلها النووية.
ويضاف إلى ذلك أن كوريا الشمالية تمتلك بالفعل قنابل نووية سيكون من الصعب الوصول إليها وتدميرها.
الخيار الرابع: اغتيال الزعيم الكوري
وهنا يمكن للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أن تنفذا هجوماً مباشراً لقتل زعيم كوريا الشمالية، مثلما حاولت إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين في حرب العراق عام 2003، لكن الخوف من أنه في حال فشل تلك العملية سترد بيونغ يانغ بنفس الوسيلة لتقوم بإطلاق حملة اغتيالات ضد زعماء غربيين.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم
