تتعاقب السنون وتمر العقود والقرون، تنهض حضارات وتزول أخرى وتبقى الحيــاة مدرسة.
ويبقى هنالك أشخاص يعبرون رحلة الحياة بكل إباء، ويأبون أن يكون مرورهم عادياً. بناة الحضارة والمحافظون على التراث.
هؤلاء الأشخاص غير العاديين هم جسور واصلة وأرواح تمد مشاعل الخير وحضارة الإنسان من جيل إلى جيل.
أقف اليوم باسمي وباسم إدارة ومنتسبي جمعية السياحة الجديدة، وكل خبراء السياحة والثقافة والآثار الأجلاء. لأتحدث عن هامة عالية رحلت عنا: الحاج علي حريبش ، بعدما امتزجت روحه وذابت مودة وودا، ليمكث في أديم ليبيا الحضارة وأطلال لبدة الكبرى، التي طالما أحبها وأخلص لها.
غادرنا الحاج علي حريبش الذي كان مثالا لاجتماع الإرادة والكفاح والاستمرار والمثابرة في سبيل الحفاظ على إرث إنساني رفيع، غادر الحياة جسده ولكن روحه وذكراه الكريمة العطرة اندمجت بثرى لبدة وأديمها وىثارها الخالدة.
إن الأعوام السبعة التي حمى فيها فقيدنا بجسده وروحه ميراثنا الكبير في لبدة الكبرى، بصبر وكفاح وسهر، لهو قيمة كبرى وأثر من الطراز الرفيع يحتذى به.
أختم تقبل الله فقيد ليبيا والحضارة والإنسانية بوافر الرحمة والمغفرة وأحسن الله مقامه في جنان الخلد إن شاء الله.
د. عصام علي عبد الرحيم الطابوني
سفير السياحة العربية 16
طرابلس – ليبيا
1 / 2 / 2018