في إشارة إلى إن الإنفاق العسكري ككل بلغ 2.1 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يعادل في المتوسط 239 دولار للشخص الواحد. وبلغ الإنفاق العسكري الروسي في عام 2018، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، 61.4 مليار دولار، أي أقل بنسبة 3.5 ٪ عن العام الماضي. وبالتالي تراجعت روسيا إلى المركز السادس في تصنيف المعهد من حيث حجم الانفاق.
في حين أن دولاً مثل الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية والهند وفرنسا أنفقت أكثر من غيرها من الدول الأخرى على مسائل التسلح، أي ما مجموعه 60٪ من الإنفاق العسكري العالمي. وبحسب التقارير المتوفرة فقد ارتفع الإنفاق العسكري الأمريكي بنسبة 4.6٪ أي بنحو 649 مليار دولار. بعبارة أخرى وصل الإنفاق العسكري الأمريكي في عام 2018 إلى مستوى يساوي مجموع الإنفاق العسكري لثماني دول بعد الولايات المتحدة في الترتيب الخاص بمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.
أما فيما يتعلق بحصة الصين في الإنفاق العسكري العالمي فقد وصلت إلى نسبة قيمتها 14٪. في نفس الوقت ، فإن أعلى نسبة زيادة من بين 15 دولة ذات الإنفاق العسكري الأكبر في العالم هي في تركيا.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن الزيادة في الإنفاق العسكري قد لوحظت في عام 2018 في بلدان أوروبا الوسطى والشرقية، حيث ارتفعت نسبة النفقات العسكرية في بولندا بنسبة 8.9٪ في عام 2018 ليصل 11.6 مليار دولار، في حين زادت نفقات أوكرانيا بنسبة 21٪ ليصل 4.8 مليار دولار. كما زادت نسبة نفقات بلغاريا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا بحيث تراوحت ما بين 18-24٪ في عام 2018.
الرئيس فلاديمير بوتين القائد الأعلى للجيش الروسي أعلن في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017 عن أن روسيا لن تنخرط في سباق التسلح. أما المؤسسة العسكرية الروسية فقد كانت قد أكدت في آذار/ مارس 2018، إنه من المخطط أن تنفق وزارة الدفاع أقل من 3٪ من إجمالي الناتج المحلي لأغراض دفاعية خلال خمس سنوات المقبلة.
العرض العسكري سيكشف النقاب عن أسلحة جديدة
المؤسسة العسكرية الروسية أشارت إلى إن سيارة بيك آب العسكرية "لادا" تزودت بالرشاش الثقيل من عيار 12.7 ملم. علماً أن هذه المركبة كانت قد شاركت في مناورات الشرق-2019 التي أجريت الربيع الماضي في الشرق الأقصى الروسي حيث عملت ضمن مجموعات الاستطلاع الميداني.
وبحسب المعلومات الواردة من المصادر العسكرية فإن الخبراء العسكريين لا يستبعدون أن يتم تثبيت قاذف القنابل من عيار 30 ملم من طراز "بلاميا" وتعني اللهب، أو منظومة "كورنيت" المضادة للدبابات، على هذه المصفحة.
ويتم استخدام المواد المشكلة في تصميم هيكل هذه المركبات للتخفي عن أجهزة الرادار الحرارية المعادية. بالاضافة إلى ذلك فإن طراز سيرجانت يتميز بالصمود في وجه المواد الكيميائية والأشعة فوق البنفسجية والصقيع.
مدينة فورونيج الروسية أيضاً ستقيم عرضاً عسكرياً، وسوف يكون بإمكان المواطنين التعرف لأول مرة على سلاح شبحي روسي جديد. والحديث يدور هنا عن منظومة بالانتين السرية للحرب الإلكترونية.
وتتألف منظومة "بالانتين" من 22 محطة ذاتية الحركة يتم نشرها على امتداد خط الجبهة مع العدو. وفي حال رفع هوائياتها إلى ارتفاع 15 مترا وتوصيلها بالشبكة الموحدة لتبادل المعلومات وتشغيل مولداتها يمكن أن تموه وتحمي الجيش بكامله من الأسلحة المعادية الفائقة الدقة.
أجهزة المنظومة قادرة على إسكات أي نشاط لاسلكي إلكتروني في الأثير، بما في ذلك عمل الأجهزة اللاسلكية في مراكز القيادة ورادارات المدفعية والطائرات وصواريخ توماهوك المجنحة التي تعتمد إشارات الملاحة الفضائية جي بي إس والقنابل الجوية المتحكم فيها عن بعد.
الحرب الباردة والمعركة الجوية بين السوفييت والأمريكيين
الحرب الباردة هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وحلفائهم من فترة منتصف الأربعينيات حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي. فخلال هذه الفترة، ظهرت الندية بين القوتين العظميين عبر التحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وسباق التسلح والتكنولوجيا الفضائية. ولقد اشتركت القوتين في انفاق كبير على الدفاع العسكري والترسانات النووية وحروب غير مباشرة — باستخدام الوكلاء.
وتميزت بداية الحرب الباردة بزيادة أنشطة المخابرات الأمريكية فيما يتعلق بالاتحاد السوفيتي. ويمكن تسمية الحقبة ما بين نهاية الأربعينيات-بداية الخمسينيات من القرن الماضي بالفترة التي بدأ فيها النشاط المعادي للسوفييت على شكل تخريب مفتوح واستفزازات ضد موسكو.
في ذلك الوقت، كانت طائرات استطلاع أمريكية تنتهك مجال الاتحاد السوفيتي الجوي بشكل منتظم، وذلك لتحقيق أهداف عديدة منها لأغراض الاستطلاع ولإلقاء المخربين وعملاء الاستخبارات الغربية. لكن الهدف الرئيس لعمل الطيران العسكري الأجنبي هو التحقق من نظام الدفاع الجوي السوفيتي وتحديد نقاط ضعفه في حالة بدء القتال على نطاق واسع.
الذي حدث هو أن الملازم دوكين، حلق هو وشخصان آخران لاعتراض طائرة مجهولة بعد أن قامت بانتهاك حدود دولة الاتحاد السوفييتي، تم تحديدها لاحقاً على أنها قاذفة أمريكية من طراز B-29 القادرة على حمل أسلحة نووية على متنها.
أثناء مطاردة الطائرة الأمريكية، حاولت الطائرات الاعتراضية إجبارها على الهبوط في مطار سوفيتي في منطقة مدينة ليابايا اللاتفية (في ذلك الوقت، جمهورية لاتفيا كانت من ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي). ومع ذلك، لم ينفذ الأمريكيون مطالب المقاتلات السوفييتة وحاولوا الاتجاه نحو البحر.
بعد ذلك، عثرت طائرات الاتحاد السوفيتي، التي أجرت استطلاعاً في المنطقة المتوقعة لسقوط الطائرة الأمريكية، على بقعة زيت كبيرة على سطح البحر، والتي كانت بمثابة دليل على مقتل الطيارين الأمريكيين.
ما حصل بعد هذه المعركة هو أن الأمريكيين سارعوا إلى إعلان إسقاط طائرة استطلاع "سلمية" غير مسلحة من نوع "برايفتير"، وهي تقوم برحلة تدريبية في السماء فوق المياه المحايدة، ولم يعترفوا بأنها كانت قاذفة "بي-29" الاستراتيجية، ولم يذكر أنه كان هناك انتهاك للمجال الجوي للاتحاد السوفيتي. لا بل على العكس صرحوا بأن الطيارين كانوا يقومون بمهمتهم، محترمين حدود الاتحاد السوفيتي. على كل حال، فإن عشرة من طاقم الطائرة الأمريكية لم يعودوا من المهمة إلى قاعدتهم العسكرية سالمين.
ولم يتم العثور على حطام الطائرة وبقايا أفراد الطاقم حتى الأن، ولم يعترف أي من الطرفين بالذنب. الشيء الوحيد الذي اعترف به الأمريكيون هو أن الرحلة كانت استطلاعية، ولم يكن هدفها استخباراتي. وبالتالي يمكن القول بأن هذه الحادثة كانت أول معركة جوية بين الطيارين الأمريكيين والروس.
إعداد وتقديم: نوفل كلثوم