هل ينقذ زعماء العالم كوكب الأرض في قمة غلاسكو؟

مع ترقب العالم لغد أفضل، انطلقت قمة المناخ (كوب 26) في غلاسكو، مطلع الأسبوع الجاري، بحضور زعماء من 190 دولة، في محاولة لإنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ.

تستمر قمة المناخ التي تنظمها الأمم المتحدة 12 يوما، واتفق الحاضرون على أنها ستكون "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار بـ 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس العالمي للمناخ.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى إنقاذ البشرية، محذرا من أن مدنا كثيرة قد تختفي بسبب التغير المناخي.

وأشار جونسون إلى أن الدول الصناعية كانت غير مدركة للمشكلة، وعليها الآن التغيير، وحذر جونسون من غضب شعبي من الصعب احتواؤه حال فشل القمة.

كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن الفشل في مواجهة التغير المناخي "سيشكل حكما بالموت على سكان الأرض"، مؤكدا أن هناك "كارثة مناخية لا مفر منها".

وفي حديثه لـ "سبوتنيك، قال الخبير الاقتصادي مصطفى البازركان:

"هذه القمة هي الأصعب، جاءت بعد عام وباء كورونا وخسائر العالم الاقتصادية التي تجاوزت 20 ترليون دولار، ولن تتمكن الدول الكبرى من دعم ميزانيات الطاقة المتجددة، وبالتالي لن تكون هناك مجالات حقيقية لإنقاذ العالم"، مشيرا إلى أن "أكبر خمس دول ضمن مجموعة العشرين تستخدم الفحم في الوقود وتوليد الكهرباء، وتشير دراسة إلى أن الطائرات التي جلبت الوقود إلى القمة أطلقت من انبعاثات الكربون ما يعادل استهلاك إسكتلندا برمتها لمدة عام، ما يؤشر على أنه لا يوجد أمل كبير من هذه القمة".   

وحول الموقف الأمريكي من قضية المناخ، بعد اعتذار بايدن عن انسحاب ترامب من قمة باريس، قال البازركان:

"قضية المناخ يتنازع عليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي ويختلف الموقف الأمريكي باختلاف الرئيس، لكن الأهم أن هناك تقرير صدر الأسبوع الماضي عن مجموعة مؤسسات استخبارية أمريكية وضع مسألة المناخ كمهدد للأمن القومي الأمريكي، ما سيدعو إلى خطوات قد تصل إلى مستوى عسكري بسبب المناخ". 

وحول التعاطي الاقتصادي الدولي مع مكافحة التغيرات المناخية، قال الباحث في الشؤون الاقتصادية محمد حيدر:

"الدول الكبرى تقدم اقتراحات تمويل الطاقة النظيفة في الدول النامية من قبيل الاستهلاك الإعلامي لتحسين صورتها الإنسانية، فضلا عن أن هناك أولويات أكبر وموضوعات أكثر أهمية، وقد ارتكبت هذه الدول جرائم أخلاقية وأظهرت جشعا في موضوع اللقاحات، وفي قضايا تخص اقتصادات العالم".

واعتبر حيدر أن "ارتفاعات أسعار الطاقة جريمة أخرى، تضاف لسجل الدول المتقدمة، وقد تم رفع الأسعار بشكل غير مبرر، وهذا الجشع الذي تشهده الدول التي تسيطر على قطاعات كثيرة في العالم، ثم تضع اللوم على الفحم الحجري، مع العلم بأن هناك الكثير من الدول المتقدمة تستخدم هذه الطاقة، وتدعي أن الفساد في الدول النامية يسيطر رغم أنها تستفيد هي نفسها من هذا الفساد، لذا يتعين أن يكون هناك توازن بين بناء احتياجات المجتمعات النامية وبين الدول المتقدمة". 

وأكد الخبير في القانون الدولي الإنساني، نعيم أقبيق، على أنه "يتعين أن تكون هناك آلية لتنفيذ بنود الاتفاقيات التي تترتب على هذه القمم، خاصة أننا أمام مشكلة تمس العالم برمته، ويتعين أن تكون هناك قرارات من دول العالم من أجل أن تنصاع القوى الكبرى لهذه الاتفاقيات، خاصة الولايات المتحدة".  

إعداد وتقديم: جيهان لطفي