بعد ترحيب حماس... هل تقود مبادرة الجبهة الشعبية لإنجاز المصالحة الفلسطينية؟

في خضم محاولات إعادة المصالحة الفلسطينية إلى طريق التفاوض لترتيب البيت الفلسطيني، رحبت حركة حماس برؤية الجبهة الشعبية الفلسطينية التي طرحتها في هذا الإطار.

وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كلمتها خلال مهرجان انطلاقتها الـ 54 رؤية وطنية شاملة من أجل المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

وقال الحركة على لسان عضو مكتبها السياسي في بيان، إنها ترحب برؤية الجبهة، والتي تتقاطع بشكل كبير مع رؤية حماس، لترتيب البيت الفلسطيني وإنجاز المصالحة.

وتابع البيان: "ندعو أعضاء الجبهة الشعبية إلى مواصلة جهودهم، وترجمة رؤيتهم إلى خطوات عملية تحقق الغاية المنشودة، وسيجدون (حماس) داعمة بقوة لكل جهد يجمع شعبنا وقواه على رؤية وطنية جامعة تحمي القضية الفلسطينية في مواجهة مشروعات التطبيع والتصفية، وتوحدنا في مواجهة الاحتلال حتى التحرير والعودة".

أزمة التطبيق

اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية، أن الرؤية التى صرح بها قادة الجبهة الشعبية في ذكرى انطلاقتهم ليست الرؤية الأولى التى عُرضت على الفصائل الفلسطينية وإنما هناك العديد من الرؤى والمقترحات التي وضعت من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني بين حركتى فتح وحماس لكنها بقيت دون تطبيق مما أدى إلى إطالة عمر هذا الانقسام الذي بدأ منذ عام 2007 م وتسبب في تراجع القضية الفلسطينية.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، هناك أيضا وثيقة الأسري التي وضعت كمقترح لحل مشكلة الإنقسام من قبل الأسرى القابعين في سجون إسرائيل لكن للأسف لم تطبق رغم الاتفاق على ما ورد فيها، وأيضا خرج اجتماع بيروت الذي ضم النواب العامين للفصائل الفلسطينية بمخرجات وتوصيات لإنهاء الانقسام دون تنفيذ.

وترى المصري، أن كل الرؤى التى وضعت لإنهاء الانقسام هى رؤى مرحب بها لدى الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح وحركة حماس لكن المشكلة تكمن في تطبيق البنود المقترحة من قبل الطرفين، لذلك التطبيق يحتاج إلى نوايا صادقة للتنفيذ على أرض الواقع من قبل حركة حماس وليس مجرد ترحيب فقط.

استهلاك إعلامي

بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، القيادي في حركة فتح، أن المبادرة التي طرحت من قبل الجبهة الشعبية للمصالحة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي مجرد مبادرة للاستهلاك الإعلامي.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، كل الفصائل الفلسطينية المرتبطة بإيران هي غير جدية، خاصة وأن هذه المبادرة تتعارض مع ممارسات حماس، وحلفائها بما فيها الجبهة، حيث يعلنون إنهم مع المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني وفي نفس الوقت يدعمون تكريس حكم حماس في قطاع غزة، بل يدافعون دفاعا مستميتا عن انتهاكات حماس لحقوق الإنسان في غزة.

ويرى الأيوبي أن المصالحة الفلسطينية الحقيقية تحتاج إرادة لكل الفصائل لإنهاء الانقسام، وعلى قيادات الجبهة الطلب من حماس إنهاء انقلابها على الشرعية لترتيب الوحدة الوطنية.

وأكد أن المدخل الحقيقي للمصالحة إنهاء الانقلاب في غزة، فلا يجوز أن يتم إطلاق مبادرة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وهي تقفز على الأقسام والانقلاب وسيطرة حماس على قطاع غزة، وانتهاكات حقوق الإنسان هناك.

وأشار إلى أن المبادرة تأتي من باب إطلاق التصريحات التي تتعارض مع الممارسات على الأرض، مضيفًا: "نحن نريد ترجمة الأقوال لأفعال، لا إطلاق مبادرات للوحدة وندعم من جهة أخرى ضرب النسيج الوطني، لأن ذلك يعد انفصامًا سياسيًا".

وزاد التوتر مؤخرًا بين فتح وحماس على وقع مقتل 3 من عناصر حركة حماس في مخيم برج الشمالي في لبنان، حيث اتهمت الحركة السلطة بالوقوف وراء هذه الأفعال.

وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري؛ تشريعية في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب، الماضي.

لكن في 29 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تأجيل الانتخابات العامة "لحين ضمان عقدها في القدس".

وقال في خطاب نقله التلفزيون: "لا تنازل عن القدس ولا تنازل عن ممارسة الشعب حقه الديمقراطي في القدس. إسرائيل قررت قتل العرب بالقدس ولن نسمح لها بذلك".

ورفض عباس إجراء الانتخابات دون مشاركة القدس، وذلك بعدما رفضت إسرائيل طلبه مشاركة المدينة، حسب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.