روسيا وسوريا: واشنطن تستخدم قاطني "مخيم الركبان" كذريعة لإطعام مرتزقتها الإرهابيين

عقدت الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية الاجتماع المشترك حول عودة المهجرين عبر "تقنية الفيديو" في كل من قصر المؤتمرات بدمشق والمركز الوطني لقيادة الدفاع الروسي في موسكو.

وقدمت الهيئتان خلال الاجتماع عرضا مفصلا عن الجهود المشتركة المبذولة لإعادة المهجرين واللاجئين إلى سوريا وتهيئة كل السبل والتسهيلات الكفيلة بذلك.

وفي كلمة له خلال الاجتماع أوضح رئيس الهيئة التنسيقية السورية، وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف أن "الدولة السورية تعتبر عودة المهجرين الأولوية الأولى في عملها ولا تألُ جهداً في سبيل تقديم كل التسهيلات لتحقيق ذلك وعلى رأسها مراسيم العفو الصادرة عن الرئيس بشار الأسد خلال الفترة الماضية وعددها 21 مرسوما، موضحا أنه تم منح المهجرين المتخلفين عن خدمة العلم والدعوة الاحتياطية مدة ستة أشهر لتسوية أوضاعهم أما المهجرون الذين فقدوا وثائقهم الشخصية فبإمكانهم استصدار هذه الوثائق من المركز الحدودي مباشرة إضافة إلى تسهيل دخول الأطفال المولودين خارج القطر والسماح لهم بالدخول برفقة ذويهم بموجب شهادة ميلاد مصدقة من البلد القادمين منه والسماح بالحصول على جواز سفر جديد لمن انتهت مدة جوازات سفرهم من أي بعثة دبلوماسية سوريا في الخارج".

وأشار إلى أن "أكثر من 2.6 ملايين مهجر عادوا إلى منازلهم، منهم أكثر من مليون عادوا من خارج البلاد، وتم تنفيذ 1600 وحدة سكنية ضمن المشروع الحكومي في كل من الحرجلة وعدرا العمالية بريف دمشق وحسياء بريف حمص لتأمين سكن مؤقت للعائدين من الخارج".

وقال مخلوف: "الدولة السورية تابعت العمل على إتمام ملف المصالحات وإنجاز التسويات في مختلف المحافظات، وحاليا تنجز عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور مع تنفيذ خطة خدمية وتنموية للمناطق التي أنجزت فيها التسويات تشمل تأهيل البنى التحتية والخدمية من مدارس ومياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات ومراكز صحية".

وأضاف: "بفضل بطولات الجيش العربي السوري ودعم الأصدقاء تم تحرير 404 مناطق من الأراضي السورية بينها 94 منطقة محررة، حيث وصلت نسبة عودة الأهالي إليها ما بين 75 و 100 %، و133 منطقة محررة تراوحت نسبة العودة إليها ما بين 25 و75 %، أما باقي المناطق المحررة فبدأت العودة التدريجية إليها بازدياد لتصل إلى 25 %".

وأشار مخلوف إلى أن التسهيلات التي تقدمها الدولة السورية كانت دائما تقابل بالمنع من قبل الإرهابيين وقال: "رغم موافقة الدولة السورية على مرور قوافل مساعدات إنسانية من حلب إلى سرمدا الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين وتواجد مدير برنامج الغذاء العالمي والمديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي مع القافلة، منع الإرهابيون وداعمهم الاحتلال التركي دخول هذه القوافل إضافة إلى إجراءات التنكيل والتدمير التي يمارسها الاحتلال التركي وعملاؤه من الإرهابيين بحق الشعب السوري بما في ذلك الاعتداء على الأراضي الزراعية والمعالم الأثرية والحضارية والمنشآت الاقتصادية".

وأضاف أن "الدولة السورية تستمر ببذل الجهود المتواصلة للتعامل مع نتائج الأعمال الإجرامية والتخريبية للتنظيمات الإرهابية ومواجهة التدابير القسرية أحادية الجانب غير القانونية وغير الإنسانية التي فرضت على سوريا وأصابت الشعب السوري بأضرار جسيمة، موضحا أن استمرار المحتل الأمريكي والتركي باحتلال أجزاء من أرضنا ونهب ثرواتنا ومواردنا الطبيعية من النفط والقمح والقطن والمياه إضافة إلى الحصار الاقتصادي والإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة علينا من الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الغربية هي ما يعيق ويؤخر عودة المهجرين السوريين".

الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية الاجتماع المشترك حول عودة المهجرين

© Sputnik . Mohamed Damour

المقداد: لن نستسلم

وفي كلمة له خلال الاجتماع حمل وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد الولايات المتحدة وتركيا والدول الغربية الداعمة للإرهاب مسؤولية معاناة الشعب السورية، منددا بالضغوطات التي تقوم بها هذه الدول وأدواتها في المنطقة لمنع عودة المهجرين إلى سوريا فضلا عن الحصار الذي تفرضه هذه الدول على الشعب السوري وسرقة الثروات السورية من نفط وقمح وقطن وغيرها ونقلها إلى خارج البلاد، وقال المقداد: "نلتقي اليوم في دمشق لنقول للعالم أجمع إن الكثير من الإرهاب أصبح خلفنا وإن الكثير من المعارك التي يجب أن نخوضها أصبحت أيضاً خلفنا، وذلك بفضل الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري والشعب السوري بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ونحن مطمئنون للحاضر والمستقبل وسوريا مصممة اليوم على أن تبني مستقبل أجيالها".

وأضاف المقداد أن "سوريا كانت قبل عام 2011 في طليعة الدول اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ليس في هذه المنطقة فقط بل على مستوى العالم وهذا ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة حيث كانت تحقق تنمية تصل في بعض الأحيان إلى 9.5 % في العام الواحد ولنا أن نتصور كيف ستكون هذه النسبة الهائلة من التنمية لو استمرت منذ عام 2011 حتى اليوم".

وبين وزير الخارجية السوري أن "النظام التركي يواصل دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا ويقطع المياه مرارا عن أكثر من مليون مواطن في الحسكة (شمال شرق سوريا) وقال: كيف يمكن للمهجر أن يعود إلى أرض تفتقد المياه وعندما تعود هذه المياه لبضعة أيام بمساعدة الأصدقاء الروس والأمم المتحدة تعاود قوات الاحتلال التركي والميليشيات الانفصالية قطع المياه عن أهلنا في الحسكة ودير الزور".

وأردف: "عندما يقوم الجيش العربي السوري بواجبه في الحرب على الإرهاب يقوم النظام التركي والغرب بالدفاع عن التنظيمات الإرهابية فكيف للاجئ أن يعود وهو يواجه هذه الحقيقة فالنظام التركي يستمر بدعم الإرهابيين ويقوم بتتريك المناطق التي يحتلها وكل منظمات الأمم المتحدة ودول العالم تعرف ذلك بشكل دقيق ولا تحرك ساكناً لوقف هذه الممارسات".

وختم كلمته بالقول "إن الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية أحادية الجانب المفروضة على سوريا تكمل ممارسات الإرهابيين والنظام التركي فيما تمنع الولايات المتحدة وأدواتها وبعض الأنظمة ناقلات النفط والقمح من الوصول إلى سوريا وتسرق القمح والقطن والمنتجات النفطية السورية ورغم كل هذه الإجراءات إلا أن الدولة تقوم بتأمين الحاجيات الأساسية لمواطنيها موضحاً أن الأعداء يريدون من سوريا الاستسلام لكنها لن تستسلم للولايات المتحدة ولا لـ “إسرائيل” ولا لكل من تآمر عليها وهي مستمرة بالدفاع عن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها".

الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية الاجتماع المشترك حول عودة المهجرين

© Sputnik . Mohamed Damour

جيدكو: الإجراءات الغربية تعرقل عودة المهجرين

من جانبه شدد نائب وزير الدفاع الروسي غينادي جيدكو على أن الإجراءات الاقتصادية القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الغربية على سوريا تعرقل عودة المهجرين السوريين.

وأضاف أنه "على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب في سوريا جراء العقوبات وممارسات الاحتلال إضافة إلى تفشي جائحة كورونا إلا أن الدولة تبذل قصارى جهدها لتأمين ظروف معيشية كريمة لمواطنيها لافتاً إلى أن إعادة بناء الاقتصاد السوري والبنية التحتية هي المهمة الرئيسية من أجل البناء على ما تحقق في مجال مكافحة الإرهاب".

ميزنتسييف: معاناة غير مسبوقة لقاطني مخيم الركبان

في ذات المنحى دعا رئيس الهيئة التنسيقية الروسية ميخائيل ميزنتسييف في كلمة خلال الاجتماع عبر الفيديو من موسكو إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله وإشراك المنظمات الدولية والحقوقية في المساعدة لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وقال ميزنتسييف: "نرى ديناميكية إيجابية لعودة اللاجئين وعودة مقومات الحياة وإعادة البنى التحتية والزراعة وترميم الطرق والخدمات من مدارس ومستشفيات ومياه وتؤكد الإحصاءات الخاصة بأعداد العائدين منذ أيلول عام 2015 حتى اليوم أنه وبفضل العمل الفعال للهيئتين التنسيقيتين الوزاريتين عاد نحو مليونين ونصف المليون مهجر إلى منازلهم".

وأشار ميزنتسييف إلى أن المعاناة غير المسبوقة لقاطني المخيم لا تهم واشنطن على الإطلاق حيث تخفي التعسف الذي ترتكبه المجموعات الإرهابية المدعومة منها بحق هؤلاء المهجرين الذين يتم استخدامهم ذريعة لإطعام الإرهابيين في منطقة التنف" مضيفا أن "الوضع الإنساني في مخيم الركبان الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيون بالحرج والكارثي حيث يعاني القاطنون فيه الفقر ونقص الغذاء وعدم إمكانية الحصول على التعليم والرعاية الطبية المناسبة".

حاج علي: عودة المهجرين تواجه عقبات جدية ممنهجة

وفي كلمة لها أشارت مديرة إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية في وزارة الخارجية والمغتربين رانيا حاج علي إلى أن انعقاد اجتماعات المتابعة للهيئتين التنسيقيتين يتيح الفرصة لدراسة ما تم من خطوات وللدفع قدما بمواضع القوة والتعامل مع التحديات التي تواجه هذا العمل.

وقالت حاج علي: "إن سوريا مستمرة في تقديم جميع التسهيلات الممكنة التي تطلبها المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في سوريا في مجالات الاستجابة الإنسانية وفي مجال التعافي المبكر ودعم الصمود وتعزيز سبل العيش في جميع المناطق السورية مؤكدة دعوة سوريا هذه المنظمات إلى تعزيز جهودها وخاصة دعم قطاع التعافي المبكر ولا سيما في المناطق التي عاد الاستقرار والأمن إليها وذلك بعد إتمام المصالحات وإنجاز التسويات نظرا لأن قطاع التعافي المبكر يعد محورا أساسيا يهيئ الأرضية الراسخة لتمكين عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.

وأوضحت حاج علي أن "عودة المهجرين تواجه عقبات جدية ممنهجة كرستها العديد من الدول المعادية لسوريا وفي مقدمتها الدول الغربية وتقوم على أساس الترغيب بالحصول على مساعدات مالية وسراب إعادة التوطين في الدول الغربية وتقوم أيضاً على أساس الترهيب بأن عودتهم لوطنهم دونها مخاطر محدقة على حياتهم وممتلكاتهم مشيرة إلى أنه "علاوة على هذه الممارسات تستمر التداعيات الكارثية للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها وتتوسع وتتشدد بها الدول الغربية على سوريا وشعبها ما شكل سببا رئيسيا في مفاقمة معاناة السوريين وهي تقف عائقاً بوجه جهود الدول لتمكين عودة اللاجئين وتوفير متطلبات الحياة لهم".

الهيئتان الوزاريتان التنسيقيتان السورية الروسية الاجتماع المشترك حول عودة المهجرين

© Sputnik . Mohamed Damour

بيلوفا: سوريا تواصل جهودها لعودة المهجرين

من جانبها أوضحت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الأطفال ماريا لفوفا بيلوفا في كلمتها عبر الفيديو من موسكو أن الدولة السورية تواصل جهودها لعودة المهجرين حيث يتم تنفيذ المشاريع التنموية للمناطق المحررة من إعادة إعمار وصرف صحي وشبكات مياه وكهرباء وغيرها من البنى التحتية.

إعادة كل المهجرين السوريين دون قيد أو شرط

وفي تصريح للصحفيين أعقب الاجتماع قال مخلوف: "متابعة للجهود المشتركة بين الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية لعودة المهجرين السوريين فهناك تواصل وتعاون مستمر بتوجيهات من قيادتي البلدين، ونعمل على تهيئة الظروف المناسبة لإعادة كل المهجرين السوريين دون قيد أو شرط وتم إقرار كل التسهيلات من قبل الدولة السورية وكذلك تأمين كل المتطلبات الصحية والتعليمية للقادمين ومعالجة كل الوثائق المفقودة بما في ذلك المواليد خارج البلاد".

وأضاف مخلوف: "هناك توجه من الدولة السورية لإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات عبر آلاف المشاريع لتهيئة ظروف العودة بشكل جيد، واليوم نحن نعمق التعاون بيننا ليصل إلى مستوى التنسيق والعمل بين الأقاليم الروسية والمحافظات السورية حيث إن كل محافظة ستنجز مع نظيرتها الروسية اتفاقات نموذجية لبحث آفاق التعاون في كل المجالات الثقافية والإنسانية والبحث عن فرص التنمية الاقتصادية وتبادل السلع بين هذه المحافظات السورية والأقاليم الروسية".

ولفت مخلوف إلى أن عدد العائدين إلى سوريا فاق المليونين و600 ألف منهم أكثر من مليون عادوا من خارج البلاد وهذا منذ عام 2018 إلى الآن وقبل ذلك هناك أكثر من 5 ملايين مهجر داخل سوريا عادوا إلى منازلهم في قراهم ومدنهم بعد أن حررها الجيش العربي السوري بتضحيات الشهداء والجرحى والتفاف الشعب السوري حول قيادة الرئيس بشار الأسد.

وقال مخلوف: "اليوم تتكامل جهود الجيش العربي السوري مع جهود المؤسسات والجميع يعمل لإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات وبالتالي إعادة المواطنين إلى منازلهم، فيما يصب التركيز على الفرص الاستثمارية التي تشل ردا وطنيا على الإجراءات القسرية أحادية الجانب المطبقة من قبل الدول الداعمة للإرهاب وذلك من خلال الاعتماد على الذات".

وجرى خلال الحفل تكريم عدد من الوزراء وعدد من الشخصيات الرسمية والمسؤولين السوريين في المحافظات السورية قبل وزارة الدفاع الروسية وفي المقابل كرم وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري عددا من المسؤولين الروس وقدم لهم عددا من اللوحات الفنية عن مدينة دمشق، كما تم تكريم عدد من الأطفال السوريين الذين زاروا موسكو وتقديم الهديا والألعاب لهم بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.

نطالب العالم برفع العقوبات عن سوريا

وقال أحمد ياسين نائب محافظ حلب في تصريح لـ سبوتنيك "نشكر الأصدقاء الروس على اللفتة الكريمة لتكريم محافظة حلب، هذه المدينة التي غيرت التاريخ وانتصر فيها الجيش العربي السوري، والتي عانت من الإرهاب وانتفضت عليه وانتصرت، وهي لفتة تعبر عن حب الشعب السوري للشعب السوري".

وأضاف ياسين: "منذ تحرير حلب عام 2016 بدأت الحكومة السورية بجهود إعادة الإعمار وقد شاركنا الأصدقاء الروس الانتصار العسكري وكذلك في إعادة الإعمار، ونطالب برفع العقوبات الظالمة عن سوريا وعندما يتم ذلك سينهض الشعب السوري".

بدورها السيدة آلينا محمود جاءت من روسيا إلى سوريا عام 2001 وهي تعيش فيها منذ ذلك الوقت وتعمل اليوم مدرسة في ثانوية المتفوقين بمدينة درعا (جنوب سوريا) وقد صرحت لـ سبوتنيك على هامش الاجتماع بالقول: "نحن نعيش في سوريا منذ سنين طويلة ونشعر أننا في بيتنا وقد بقينا في سوريا ومرت علينا أيام جميلة وكذلك أيام صعبة وقاسية لكننا لم نغادر ونحن سعداء بأن الطلاب أحبوا تعلم اللغة الروسية ونحن ندرسها لهم بطرق متنوعة مشوقة من خلال القصص والمسابقات والشعر وتوزيع الهدايا.

وفي الختام قدمت فرقة "يار" (موسكو) والفريق الإبداعي "زابافا" (سوريا) حفلة رأس السنة المشتركة "حكاية الرمل" و"كسارة البندق" تضمنت عددا من الفقرات الفنية الغنائية الراقصة.