بعد زيارة ديبي... هل تسعى تشاد لمشاركة مصر في ملف المصالحة

خطوة جديدة يرتقب أن تقوم بها القاهرة خلال الفترة المقبلة في المشهد التشادي، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لرئيس المجلس العسكري لجمهورية تشاد الانتقالي محمد إدريس ديبي.

بحسب الخبراء من الجانب التشادي، فإن انجمينا ترغب في دور أكبر للقاهرة في المشهد الراهن هناك، خاصة فيما يتعلق بالمصالحة.

سياسيون تشاديون أكدوا لـ"سبوتنيك"، أن انخراط القاهرة في الملف الليبي يرتبط بشكل رئيسي بالمشهد في تشاد، خاصة أن الحركات المسلحة التشادية المتواجدة في ليبيا تمثل إشكالية أمام إنجاز مسار المصالحة، وأن القاهرة يمكنها التنسيق مع ليبيا في هذا الجانب للضغط على هذه الجماعات.

ملفات أخرى تم تناولها في زيارة ديبي خلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تتعلق بالتعاون الثنائي في العديد من المجالات.

في البداية، قال حسين مسار، رئيس تحالف الأصالة للمنظمات المدنية، إن أهداف الزيارة تندرج في إطار تفعيل العلاقات القائمة بين البلدين، خاصة أن الرئيس المشير الراحل كان لديه علاقات متينة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكانت هناك زيارات متبادلة.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق محمد إدريس ديبي، تتناول بالطبع تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى ملف المصالحة بين الفرقاء التشاديين، وأن مصر يمكن أن تقوم بدور محوري في الملف، خاصة أنها من الدول الفاعلة في المشهد الليبي، إضافة للملفات الأخرى المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

وملفات أخرى ضمن أهداف الزيارة ترتبط برؤية فتح التجارة بين البلدين، خاصة أن تشاد يمكنها تصدير الثروة الحيوانية لتوفير احتياجات مصر من الماشية، وبالمقابل تستطيع مصر تصدير كافة احتياجات تشاد من كافة السلع.

ويرى حسين مسار أن القاهرة تمتلك خبرات متقدمة في مجال الزراعة والخبرات الهندسية، إضافة لتعزيز التعاون العسكري، خاصة أن الدور المحوري للقاهرة يمكن أن يكون بوابة لتشاد نحو العالم العربي.

في الإطار، قال إسماعيل محمد طاهر المحلل السياسي التشادي، إن مصر كانت حاضرة في كافة الملفات على المستوى السياسي في تشاد عبر العصور المختلفة.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن زيارة رئيس المجلس العسكري الانتقالي التشادي إلى القاهرة ترتبط بالدور الفاعل لمصر في ليبيا، بحيث يمكنها التنسيق مع الجانب الليبي للضغط على الحركات الموجودة هناك للانخراط في الحوار، أو تجفيف منابع هذه الجماعات في ليبيا.

وأوضح أن العديد من الملفات الثنائية بين البلدين هي محل مباحثات بين الجانبين، إضافة إلى تفعيل الدور المصري في ملف المصالحة التشادية.

وأشار إلى أن الجانب التشادي يرغب في تفعيل الدور المصري تجاه الملفات المعقدة في تشاد في الوقت الراهن خاصة ملف الجماعات المسلحة والمعارضة، من خلال تقريب وجهات النظر لإنجاح الحوار.

وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، أكد السيسي خلال استقباله ديبي الأربعاء الماضي، حرص مصر على تقديم الدعم الكامل لتشاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية، وكذلك تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، امتداداً لتميز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع بين البلدين.

وفي خطابه الأخير، أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في خطاب إلى الأمّة أنّ "الحوار الوطني الجامع" سينطلق في 15 فبراير/ شباط بهدف تحقيق المصالحة في البلاد وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

>>يمكنك متابعة المزيد من أخبار العالم الآن.