https://sputnikarabic.ae/20220113/رتى-السجاد-الحلبي-عمر-الرواس-آخر-شعراء-الغزل-بالخيوط-الملونة-1056007911.html
محترف "رتي السجاد" الحلبي عمر الرواس... آخر شعراء الغزل بالخيوط الملونة
محترف "رتي السجاد" الحلبي عمر الرواس... آخر شعراء الغزل بالخيوط الملونة
سبوتنيك عربي
امتلأت طاولة عمر الرواس بالخيوط الملونة عندما كان يتهيأ ليخوض جولةً جديدة في عالم من الجمال والعشق، يدخل فيها إلى قلوب سكان مدينته المفتوحة للعطاء ليعكس... 13.01.2022, سبوتنيك عربي
2022-01-13T12:39+0000
2022-01-13T12:39+0000
2022-01-13T13:50+0000
العالم العربي
أخبار سوريا اليوم
تقارير سبوتنيك
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/01/0d/1055989265_0:160:3073:1888_1920x0_80_0_0_79e6dae73fcd6f2e0a96f0e52bd23aed.jpg
يدرك الرواس أنه لن يعيش الحياة مرتين، كما لن يضاهي عمر السجاد القديم الذي يعكف على إعادته للحياة، سيكبر ويشيخ، سيصبح جدّاً وسيصبح له أحفاد، لكنه سيبقى عمر الرواس؛ "رتّى السجاد" الحلبي الشهير الذي حمل على عاتقه الحفاظ على هذه المهنة المهددة بالزوال ونقلها للأجيال.يختزن الشاب الحلبي خبرة قديمة متراكمة في رتي السجاد بمصادره المختلفة، فالسجاد الروسي غير الإيراني والسوري، وهو يدرك سلفا ما قد يتطلبه الأمر مع هذه القطعة أو تلك، حال معرفته بمصدرها.ترتسم في عيون الشاب الأربعيني نظرة شغف تبدو جلية حين ينغمس بين قطع القماش والخيوط الصوفية والقطنية الملونة، فيما يتحدث لوكالة "سبوتنيك" عن سر شغفه بهذه المهنة فيقول: "المهنة من تراث مدينة حلب، تتوارثها الأجيال من الآباء للأبناء وهي مهنة عائلية، تنشأ محبة هذه المهنة والشغف بها منذ الطفولة عندما يرى الطفل أهله يعملون بها عمر هذه المهنة".ينبعث حنين دافئ من عيني الشاب الحلبي وهو يضم الخيوط إلى النول ويسترجع ذكريات طفولته: "تعلمت المهنة من والدي كنت أجلس بجانبه عند عودتي من المدرسة وأراقبه، أراقب الخيوط وهي تدخل بالسجاد مشكلة لوحات فنية مفعمة بالجمال، ومنذ ذلك الحين أصابني الشغف بهذه المهنة وأخذت على عاتقي الحفاظ عليها لأنني لم أجد نفسي في أية مهنة أخرى".يتابع الرواس: "تحتاج مهنة رتي السجاد للكثير من الصبر والمحبة والتفاني في العمل، أما عائلتي فتعمل في هذه المهنة منذ 150 سنة، نصلح جميع أنواع السجاد والبسط بدءاً من السجاد السوري، الحلبي، وليس انتهاءً بالسجاد الروسي والإيراني".تختلف مراحل تصليح السجاد باختلاف نوعها وباختلاف الضرر الذي تعرضت له، فالسجاد الرث أو البالي يختلف عن السجاد الذي أصابه العثّ، فعلى سبيل المثال، السجاد الروسي مصنوع من الصوف وليس من القطن لأن الأجواء باردة هناك، ولذلك يصنعون السجاد من الصوف في روسيا، بحسب ما يبين الرواس.عقد كامل من الحرب الإرهابية مر على مدينة حلب، لم تسلم فيه مهنة تصليح السجاد من الأذى، فبالرغم من أنها كانت قبل الحرب مهنة شحيحة، ولا يمكن تعلمها وممارستها بسهولة، ولا يوجد أسواق لها واسعة واقتصر عدد العاملين بها على بعض الحرفيين، إلا أنها اليوم بدأت بالاندثار حقا حيث يوجد إلا نحو 4 أو 5 حرفيين فقط يعملون بها في حلب، على الرغم من كونها من أقدم المهن التراثية للحلبيين وبالرغم من توافر الطلب النسبي عليها.الأحداث التي يدعونها اقتضابا: عمراً وزمناً وهموماً، مرت على عمر الرواس كملايين السوريين، حيث تسببت الحرب لهم بخسائر فادحة، إلا أنها وقفت عاجزة أمام إرادتهم وعزيمتهم وإصرارهم على الحياة.
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
https://cdn1.img.sputnikarabic.ae/img/07e6/01/0d/1055989265_170:0:2901:2048_1920x0_80_0_0_9746ead71adcc1cec239ad8119436950.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rosiya Segodnya“
العالم العربي, أخبار سوريا اليوم, تقارير سبوتنيك
العالم العربي, أخبار سوريا اليوم, تقارير سبوتنيك
محترف "رتي السجاد" الحلبي عمر الرواس... آخر شعراء الغزل بالخيوط الملونة
12:39 GMT 13.01.2022 (تم التحديث: 13:50 GMT 13.01.2022) امتلأت طاولة عمر الرواس بالخيوط الملونة عندما كان يتهيأ ليخوض جولةً جديدة في عالم من الجمال والعشق، يدخل فيها إلى قلوب سكان مدينته المفتوحة للعطاء ليعكس ذكرياتهم العتيقة على السجاد المزركش.
يدرك الرواس أنه لن يعيش الحياة مرتين، كما لن يضاهي عمر السجاد القديم الذي يعكف على إعادته للحياة، سيكبر ويشيخ، سيصبح جدّاً وسيصبح له أحفاد، لكنه سيبقى عمر الرواس؛ "رتّى السجاد" الحلبي الشهير الذي حمل على عاتقه الحفاظ على هذه المهنة المهددة بالزوال ونقلها للأجيال.
يختزن الشاب الحلبي خبرة قديمة متراكمة في رتي السجاد بمصادره المختلفة، فالسجاد الروسي غير الإيراني والسوري، وهو يدرك سلفا ما قد يتطلبه الأمر مع هذه القطعة أو تلك، حال معرفته بمصدرها.
ترتسم في عيون الشاب الأربعيني نظرة شغف تبدو جلية حين ينغمس بين قطع القماش والخيوط الصوفية والقطنية الملونة، فيما يتحدث لوكالة "سبوتنيك" عن سر شغفه بهذه المهنة فيقول: "المهنة من تراث مدينة حلب، تتوارثها الأجيال من الآباء للأبناء وهي مهنة عائلية، تنشأ محبة هذه المهنة والشغف بها منذ الطفولة عندما يرى الطفل أهله يعملون بها عمر هذه المهنة".
ينبعث حنين دافئ من عيني الشاب الحلبي وهو يضم الخيوط إلى النول ويسترجع ذكريات طفولته: "تعلمت المهنة من والدي كنت أجلس بجانبه عند عودتي من المدرسة وأراقبه، أراقب الخيوط وهي تدخل بالسجاد مشكلة لوحات فنية مفعمة بالجمال، ومنذ ذلك الحين أصابني الشغف بهذه المهنة وأخذت على عاتقي الحفاظ عليها لأنني لم أجد نفسي في أية مهنة أخرى".
يتابع الرواس: "تحتاج مهنة رتي السجاد للكثير من الصبر والمحبة والتفاني في العمل، أما عائلتي فتعمل في هذه المهنة منذ 150 سنة، نصلح جميع أنواع السجاد والبسط بدءاً من السجاد السوري، الحلبي، وليس انتهاءً بالسجاد الروسي والإيراني".
تختلف مراحل تصليح السجاد باختلاف نوعها وباختلاف الضرر الذي تعرضت له، فالسجاد الرث أو البالي يختلف عن السجاد الذي أصابه العثّ، فعلى سبيل المثال، السجاد الروسي مصنوع من الصوف وليس من القطن لأن الأجواء باردة هناك، ولذلك يصنعون السجاد من الصوف في روسيا، بحسب ما يبين الرواس.
عقد كامل من الحرب الإرهابية مر على مدينة حلب، لم تسلم فيه مهنة تصليح السجاد من الأذى، فبالرغم من أنها كانت قبل الحرب مهنة شحيحة، ولا يمكن تعلمها وممارستها بسهولة، ولا يوجد أسواق لها واسعة واقتصر عدد العاملين بها على بعض الحرفيين، إلا أنها اليوم بدأت بالاندثار حقا حيث يوجد إلا نحو 4 أو 5 حرفيين فقط يعملون بها في حلب، على الرغم من كونها من أقدم المهن التراثية للحلبيين وبالرغم من توافر الطلب النسبي عليها.
الأحداث التي يدعونها اقتضابا: عمراً وزمناً وهموماً، مرت على عمر الرواس كملايين السوريين، حيث تسببت الحرب لهم بخسائر فادحة، إلا أنها وقفت عاجزة أمام إرادتهم وعزيمتهم وإصرارهم على الحياة.