"سبوتنيك" تزور أول مراكز إيواء للاجئين من دونيتسك في روسيا

منذ الإعلان عن قرار إجلاء سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك إلى داخل الأراضي الروسية، عملت السلطات المحلية الروسية على نشر مراكز إيواء مؤقتة فورية على المناطق الحدودية.

قام مراسل "سبوتنيك" بزيارة أول المعسكرات والمراكز الترفيهية المجهزة للأطفال واللاجئين التي فتحت أبوابها على سواحل بحر آزوف بالقرب من حدود جمهورية لوغانسك المستقلة.

مكان للاستجمام والراحة

وأشار المراسل أن المراكز المخصصة لإيواء الأطفال تم افتتاحها في مدينة تاغانروغ الروسية التي تعد أول وأكبر مدينة على حدود بين جمهورية دونيتسك الشعبية وروسيا.

وبحسب المراسل، تم تنظيم المركز في 19 فبراير/ شباط الماضي ليصبح قادرا على احتواء 700 شخصا، حيث امتلأ المركز باللاجئين وبات غير قادر على استيعاب أعداد أكبر. ويتميز المركز بأنه مصمم لاستقبال المواطنين خلال فصل الشتاء والصيف ويحتوي على ساحة كبيرة وملاعب عدة مناسبة للأطفال.

مخيم "سبوتنيك" للاجئين من إقليم دونباس في منطقة روستوف، روسيا 20 فبراير 2022

© Sputnik . Kristina Malyk

دار الأيتام

كان الأيتام من أوائل الذين تم إجلاؤهم من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك حيث تم إيواءهم في مركز "سبوتنيك" للأيتام في المنطقة برفقة المربيات الللواتي قلن لوكالة "سبوتنيك":

"نعم، تم نقل الأيتام بعيدًا عن الضربات والحرب ونحن المربيات، لا يمكننا ترك الأطفال بمفردهم. وأضافت إحداهن قائلة: نحن استقرينا بالأمس ولا نزال هنا، أخذنا فقط المستندات وبعض الأشياء الضرورية معنا. والآن نحن نفكر بالذهاب إلى وسط المدينة في تاغانروغ للتسوق حيث نحتاج لشراء بعض الأشياء للأطفال ولنا كذلك".

وختمت قائلة: " لقد استقرينا هنا، المكان دافئ ويتم إطعامنا كما نأمل ألا يستمر هذا الوضع لفترة طويلة".

مخيم "سبوتنيك" للاجئين من إقليم دونباس في منطقة روستوف، روسيا 19 فبراير 2022

© Kristina Malyk

"ليس لدى الرجال ما يفعلونه هنا"

يأتون من كل حدب وصوب إلى نقطة الإقامة ليس فقط بالحافلات، ولكن بسياراتهم الخاصة حيث جلب المواطن المتقاعد، أندري بتروفيتش، أخته وابنتها والأولاد من تيلمانوفو.

وقال أندري بتروفيتش لوكالة "سبوتنيك":

"لقد جلبت النساء فقط للاستقرار، لأنه بسبب التعبئة العامة يتم إطلاق سراح المتقاعدين الذكور فقط من دونيتسك سأقوم بتركهم هنا وسأعود ليس لدى الرجال ما يفعلونه هنا في المخيمات. بالطبع هناك إطلاق نار في تيلمانوفو، لكن من الضروري مراقبة المنزل وحمايته".

وعن المدة التي قد يستغرقها هذا الوضع التصعيدي في وطنه قال أندري للوكالة: "من يستطيع أن يقول الآن. حتى اليوم نشكر الله أنه لا يوجد هجوم واسع النطاق في أي مكان يقومون فقط بإطلاق النار وعلى الأقل يتم إجلاء السكان بطريقة منظمة ففي عام 2014 لم يحدث ذلك وبدونا مثل الدمى".

يلينا، أحد سكان إقليم دونباس في مخيم "سبوتنيك" للاجئين في منطقة روستوف، روسيا 20 فبراير 2022

© Sputnik . Kristina Malyk

مساعي للحاق بقافلة اللاجئين

في المنطقة التي تقع فيها مراكز الإيواء تتواجد فيها أعداد كثيرة من النساء اللواتي لديهن أطفال أعمارهم لا تتعدى 3 سنوات. كان أحدهم محاورات "سبوتنيك" إيلينا التي قدمت مع عائلتها من مدينة يناكييفو الواقعة في ضواحي دونيتسك وقالت "وصلنا من يناكييفو في 19 فبراير/ شباط مع العائلة وبصورة أدق لحقنا بالحافلات التي كانت تجلي المواطنين، انتقلنا بسيارتنا وانضممنا إلى القافلة".

وأضافت ايلينا: "في البداية فقدنا قافلتنا وكدنا أن نضيع في المنطقة لكن من حسن حظنا استطعنا اللحاق بالقافلة حتى وصلنا إلى الحدود.وأسرتنا تتألف من خمسة أشخاص أنا و4 أطفال بينهم رضيع، بالإضافة إلى أخ معاق بحاجة لمساعدة مستمرة".

وفي حديثها عن كيفية عبور الحدود الروسية قالت ايلينا: "وصلنا إلى الحدود عند نقطة تفتيش أوسبينكا خلال منتصف الليل، وفي الساعة الثانية بعد الظهر فقط كنا على الأراضي الروسية بسبب ازدحام المروري بلغ طوله 22 كيلومترًا".

وعند الوصول إلى النقطة الإقامة المؤقتة قالت ايلينا:

"سار كل شيء بسرعة هنا، تم مقابلة الجميع ونقلهم بسرعة كبيرة، كان هناك فتيات متطوعات زملاء رائعات. بشكل عام، كل شيء على ما يرام: الغرف نظيفة، تم تجديدها مؤخرًا. إنهم يطعموننا 3 مرات في اليوم، جيد ونحن راضون لم أتصور أن الاستقبال سيكون بهذا المستوى الجيد ".

في الوقت نفسه، كانت عائلة إيلينا تستعد للإخلاء منذ أيام حيث علقت ايلينا على الموضوع قائلة: "لقد أخذنا الكثير من الأشياء معنا حتى البطانيات. اعتقدنا أننا سنكون على الطريق، ولكن اتضح أنه تم تنظيم مركز للإقامة الفورية ولدينا كل شيء، الظروف مقبولة والجو دافئ في المكان بالرغم من الشتاء".

وتأمل إيلينا أن تعود هي وعائلتها إلى المنزل قريبًا قائلة "آمل ألا يستمر هذا طويلاً وسنتعامل مع كل شيء بسرعة لم يتم استهداف بلدتنا يناكيوفو بعد وهذا جيد، لقد تم إجلاؤنا تحسبا لوقوع المواجهات".

مخيم "سبوتنيك" للاجئين من إقليم دونباس في منطقة روستوف، روسيا 20 فبراير 2022

© Sputnik . Kristina Malyk

وتابعت ايلينا: "قرار الإخلاء جاء لأنه خلال حرب 2014 لم يكن لدينا وقت لمغادرة المنطقة وعانينا كثيرا خصوصا مع توتر الأوضاع، حيث سمعنا أصوات الانفجارات ووصلنا إلى وقت لم يبقى لدينا ما نأكله والآن قررنا المغادرة مبكرًا وعدم المخاطرة بذلك مرة أخرى".

في ساحة مركز الإيواء قليل من الناس، حيث يصطف الأكثرية والبالغون في طوابير للحصول على المساعدات النقدية، التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا. كما يركض الأطفال حول المركز ويلعبون في الملاعب، يبتسم الناس ومتفائلون للغاية بشكل عام.