إلى أين تتجه فرنسا بعد إعادة انتخاب ماكرون

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإعادة انتخابه لمنصب الرئيس، متمنيا له التوفيق في خدمة بلاده.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، ليل الأحد، فوز ماكرون بولاية جديدة، بنحو 59 في المئة من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في حين حصلت ممثلة أقصى اليمين زعيمة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، على نحو 41 من أصوات الناخبين.

وفي كلمة أمام أنصاره، أقر ماكرون بأن جزءا من الناخبين صوتوا لصالحة من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف، وهو ما يحمله مسؤوليةً كبيرة، فيما تعهدت لوبان بمواصلة الكفاح السياسي ضد ماكرون.

في الأثناء رحب العديد من القادة الأوروبيين بفوز ماكرون، معتبرين ذلك دليلا على تمسك الناخبين الفرنسيين بالمشروع الأوروبي.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال رئيس قسم الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير، إن "فرنسا تتجه إلى تغيير في سياساتها، وهو ما أعلنه ماكرون في خطاب الفوز"، مشيرا إلى أن "التوجهات والسياسيات الفرنسية ستسير نحو الاستقلالية الأمنية الأوروبية التي طالما نادى بها ماكرون، والتي ستكون أكثر جرأة وقوة خلال الولاية الثانية".

وأكد الباحث أن:

"هناك دفعة أكبر لهذا القرار بعد الخلافات الأخيرة بين أوروبا وواشنطن، مشيرا إلى أنه "تم اتخاذ القرار الأوروبي في برلين وباريس، بأن تكون هناك استراتيجية جديدة باتجاه الاستقلالية الأمنية والدفاعية لأوروبا، بالشراكة بين ماكرون والمستشار الألماني شولتز، الذي يولي أهمية لزيادة نفوذ ألمانيا".

وأكد المحل السياسي إسماعيل خلف الله أن:

"الناخب الفرنسي رفض مشروع اليمين المتطرف الذي يرفض بعض المكونات المجتمعية في فرنسا، وتمسك في الوقت ذاته بالمشروع الأوروبي، خاصة في غياب مشروع اقتصادي لليمين، إلا أن التيارات العريضة التي تعارض مشروع ماكرون، وبحصولها على هذه النسبة، ستتمكن من التمثيل بكتلة لها رقم داخل المعادلة التشريعية القادمة في البرلمان الفرنسي".

واعتبر المحلل أن:

"الحادث الأمني باغتيال قس في نيس ليس عارضا، وهو من الأوراق التي يراهن عليها اليمين المتطرف، الذي يريد أن يوصل رسالة بأن التيار المتشدد الذي يطالب بحقوق الإسلاميين في المجتمع الفرنسي يستخدم أساليب غير قانونية".

وأوضح طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن "ماكرون ستكون له خلال ولايته الثانية مقاربة مرتبطة بالتطورات العسكرية في المنطقة وبمستقبل الاتحاد الأوروبي، وستركز على الدور الفرنسي في الإقليم وهو أمر مرتبط بالعلاقات الفرنسية الألمانية حيث سيقود البلدان الاتحاد الأوروبي، كما سيهتم بتنفيذ المقترحات الخاصة بأنشاء الجيش الأوروبي، بعد ان ثبت ان الناتو يواجه مشكلات حقيقية في الاستمرارية والمهام".

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن "بايدن كرر دعوة ترامب لأوروبا بأن تدفع تكاليف الدفاع عن أمنها في إطار الناتو، وطالب بتعديل مهام وصلاحيات الناتو، وسيقع على ماكرون خلال ولايته المقبلة تحديد مهام الحلف وأولوياته وشراكاته، ووضع فرنسا في نطاقها الإقليمي"، مشيرا إلى أن "باريس تريد أن أخذ مساحة أكبر، وستزيد هذه المساحة في وجود بايدن، ومع تحرر ماكرون من القيود المفروضة عليه في نطاقاته الأوروبية، وستركز أولويات الرئيس الفرنسي على الإقليم والتهديدات التي تواجه أوروبا، وقد تشهد هذه الفترة تجاذبات بين باريس وواشنطن".

بإمكانكم متابعة المزيد في الرابط الصوتي...

إعداد وتقديم: جيهان لطفي