بعد عمليتها العسكرية… هل أنهت القوات العراقية ملف مدينة سنجار المعقد؟

أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الثلاثاء، أن قوات الجيش والشرطة تفرضان سيطرتهما على قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى شمالي البلاد، بعد يوم من الاشتباكات العنيفة مع مسلحين موالين لحزب العمال الكردستاني "بي كا كا"، خلفت قتلى وجرحى.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية اللواء تحسين الخفاجي، إن "أهالي القضاء كان لهم دور مهم في دعم القوات الأمنية بفرض السيطرة والأمان في سنجار".

فهل أغلقت القوات العراقية ملف سنجار؟

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك"، مدير مركز الاعتماد للدراسات والبحوث الأمنية، الدكتور عماد علو:

"هناك أطراف سياسية داخلية وإقليمية ودولية تتدخل في قضية سنجار، لما لهذا القضاء من موقع استراتيجي مهم، حيث يقع على الطريق الواصل بين محافظة نينوى والحدود العراقية - السورية - التركية، ويمثل ممر لنقل الطاقة من العراق والخليج العربي باتجاه أوروبا، ومعروف أن هذه المنطقة تعرضت للعديد من الهجمات التركية بدعوى وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني، الذين سيطروا على القضاء بعد طرد تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) منه، وهناك فصيل إيزيدي له علاقة وطيدة بحزب العمال الكردستاني يطلق عليه الـ "يبشة"، وهو أيضاً يسمى اللواء 80 بالحشد الشعبي، والذي حاول السيطرة على القضاء، وهنا تكمن المشكلة السياسية، ذلك أن هذا اللواء لم يسمح للقوات الاتحادية بالسيطرة على القضاء، الأمر الذي أدى إلى مشاكل ونزاعات عرقية طالب معها السكان بتدخل الحكومة".

وأضاف علو:

"يبدو أن صبر الحكومة قد نفذ، لذا قامت بهذه العملية العسكرية في المدينة لتنفيذ اتفاق سنجار الذي تم توقيعه العام الماضي بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان لإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني وضبط الأمن في المدينة، إلا أن هذا الملف لا أعتقد أنه سينتهي بسرعة، رغم أن الجغرافية في هذه المنطقة أسهل بكثير مما هي موجودة في الجهة التركية، كون أن الأمر يتعلق بقرار سياسي بين حكومتي بغداد واربيل، وكذلك يتعلق بالقوات التركية المتواجدة في إقليم كردستان، فهناك ملفات سياسية شائكة لها انعكاسات على الموقفين الأمني والعسكري".

التفاصيل في الملف الصوتي...