كيف ينعكس مؤتمر جدة على المشهد السياسي العراقي ومسألة تشكيل الحكومة

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن،يوم السبت، لقادة دول الخليج وثلاث دول عربية أخرى خلال لقائه بهم في جدة، أن واشنطن "لن تتخلى" عن الشرق الأوسط حيث تؤدي منذ عقود دورًا سياسيًا وعسكريًا محوريًا، وأنها ستعتمد رؤية جديدة للمنطقة الاستراتيجية ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى.

وجدد القادة المجتمعون دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، كما رحب القادة بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.

فهل اتفقت الدول المجتمعة على وضع جديد للعراق في المنطقة؟

عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" الكاتب والباحث السياسي عبد الأمير المجر:

"‏بدأت تدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن العالم القادم هو عالم متعدد الأقطاب، ‏إذ أنه وبعد الحرب الباردة اعتقدت الولايات المتحدة أن روسيا قد انتهى دورها في العالم وأنها باتت القطب الأوحد، لكن معطيات الواقع الدولي أثبتت أن العالم ليس كذلك، وعلى هذا الأساس فإن الولايات المتحدة اليوم تخشى على مناطق نفوذها التقليدية والتي أهم ما فيها منطقة الشرق الأوسط، ‏لكي تتحكم في الطاقة، ‏والتي فيها أدارت الدول العربية ظهرها للولايات المتحدة وعدم اتفاقها مع موقف واشنطن تجاه روسيا، كي تقول للأمريكان إنها رقم مهم في هذه المعادلة، ‏ومن هنا بدأت الولايات المتحدة تتخوف من اتفاق دول هذه المنطقة على التوحد في ظل الواقع الدولي الجديد، لتكون في المحصلة خارج النفوذ الأمريكي، وهذا ما يفسر إسراع بايدن إلى تدارك هذا الخطأ الاستراتيجي ‏مستغلا الخشية لدى هذه الدول من تمدد النفوذ الإيراني".

الكاتب والباحث السياسي عبد الأمير المجر

ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك"

وأضاف المجر: "‏باعتقادي أن هذا المؤتمر سيكون له تداعيات كثيرة على الميدان العراقي، فالعراق أصبح في سياق محور خليجي ‏وعربي، ‏وهو مشروع تم الإعداد له منذ أكثر من عام، ‏لذا فإن العراق اليوم في واقع جديد، أما أن يكون مع هذا المحور العربي أو يكون في مواجهة مع الولايات المتحدة، ‏حيث ستتم مواجهة إيران ميدانيا داخل العراق أو تقليم أظافرها في منطقة الشرق الاوسط ‏ودفعها باتجاه الإقرار بأن هناك واقعا جديدا عليها أن تتعامل معه".

التفاصيل في الملف الصوتي المرفق