دبلوماسي تركي: مفاوضات تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا إيجابية

علق ممثل رفيع المستوى لدى وزارة الخارجية التركية، في إطار مؤتمر السفراء الثالث عشر المنعقد في تركيا، لممثلي وسائل الإعلام، من بينهم مراسل "سبوتنيك"، على عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وأرمينيا.

وبحسب قوله، فإن أنقرة تنظر إلى المفاوضات مع أرمينيا ليس فقط على أنها عملية تطبيع للعلاقات، ولكن أيضًا كعملية تهدف إلى زيادة الثقة بين البلدين.

وقال: "من خلال اتخاذ خطوات لزيادة مستوى الثقة في هذه العملية، فإننا نسعى جاهدين لتهيئة الظروف لتنفيذ خطوات أكثر شمولاً وقبولها من الجمهور في بلداننا. حتى الآن، في أعقاب نتائج أربعة اجتماعات (للممثلين الخاصين للتطبيع بين تركيا وأرمينيا)، لم يصل الوضع في عملية التفاوض بعد إلى المستوى المطلوب. يجب بذل الجهود للوصول بها إلى هذا المستوى".

وأشار الدبلوماسي إلى أن ثلاثة من الاجتماعات السابقة للممثلين الخاصين عقدت في فيينا، وواحد في موسكو، مضيفا: "ومع ذلك، ينبغي عقد الاجتماع المقبل في أرمينيا أو تركيا. هذا ما ينتظره جمهور بلادنا. هذه الأراضي ليست معادية. يمكنهم (الجانب الأرمني) القدوم بسهولة إلى تركيا، تمامًا مثلما نأتي إليهم. لن نوافق بعد الآن على التفاوض في دول ثالثة. من الآن فصاعدًا، علينا أن نلتقي إما في يريفان أو تركيا". وبحسب ممثل وزارة الخارجية التركية، بالإضافة إلى 4 اجتماعات، أجرى الممثلون الخاصون خلال هذه الفترة أكثر من 500 محادثة هاتفية.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت القضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية قد تمت مناقشتها خلال المحادثات (لا تعترف تركيا رسميًا بأحداث عام 1915 على أنها إبادة جماعية)، قال الدبلوماسي: "يتفق أطراف عملية التفاوض على أن مناقشة هذه القضية ستعيق مسار العملية، لأن الممثلين لا يملكون السلطة لحلها. لذلك، في الوقت الحاضر، موضوع أحداث عام 1915 ليس موضوع نقاش للممثلين الخاصين. ولكن في يوم من الأيام سيطرح".

وتعليقا على القرارات التي تم اتخاذها في الاجتماع الأخير للممثلين الخاصين، أكد الدبلوماسي التركي أن هناك عددا من التفاصيل الفنية التي يجب حسمها بشأن موضوع نقل الشحنات الجوية، والتي من أجلها، كما هو متوقع، سيعقد البلدان في سبتمبر/أيلول مفاوضات بين الوفود الفنية.

وفي حديثه عن فتح منافذ حدودية لمواطني دول العالم الثالث، شدد على ضرورة أعمال الإصلاح في المنافذ الحدودية، الأمر الذي قد يستغرق بعض الوقت.

وتعليقًا على الوضع في المنطقة، قال ممثل وزارة الخارجية التركية: "نتوقع أن يكون للخطوات الإيجابية في عملية المفاوضات التركية الأرمنية تأثير إيجابي على مسار العملية الأرمنية الأذربيجانية. يجب أن نضمن سلامًا مستدامًا في المنطقة. نرى مدى هشاشة عملية التفاوض بين أذربيجان وأرمينيا فيما يتعلق بالمشاكل الناشئة على حدود البلدين".

في الختام، شدد ممثل وزارة الخارجية التركية على أن موقف الشعب الأرمني إيجابي للغاية بشأن عملية تطبيع العلاقات مع تركيا، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى آفاقها الاقتصادية، وقال: "أجرى رئيسنا وباشينيان محادثة هاتفية بناءة للغاية. كان أول اتصال رفيع المستوى منذ سنوات عديدة. في اجتماعات ممثلينا الخاصين لا يوجد توتر كبير بين الطرفين، والمفاوضات تجري في جو إيجابي للغاية. ويمكننا القول إن "كيمياء" ممثلينا الخاصين تزامنت".