الكوليرا في سوريا... مدير الأمراض السارية يؤكد لـ"سبوتنيك" إصابة 1097 شخصا وتسجيل 46 حالة وفاة

شهد السوريون أسوأ الأزمات خلال سنوات الحرب، لا سيما تلك المتعلقة بالجانب الصحي نتيجة الهجمات الممنهجة، التي شنتها العصابات الإرهابية المسلحة على البنية التحتية للمنشآت الصحية بشكل خاص.

التدمير طال مئات المشافي والمستوصفات المركزية، إضافة إلى عدم توفر أصناف عديدة من الأدوية وخصوصا بعد تركيز الحصار الأمريكي على هذا البلد، فضلا عن ارتفاع أسعارها لاحقا.

ضمن الظروف التي يعيشها القطاع الصحي، أثيرت تساؤلات عديدة حول انتشار وباء الكوليرا في سوريا مع تسجيل آلاف الحالات المصابة في الدول المجاورة كالبنان والعراق.

مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة، زهير السهوي، أكد في تصريح لـ "سبوتنيك" بأن تعزيز نظام الترصد والتقصي عن أي حالة مشتبهة أو مؤكدة وفق التعريف القياسي للكوليرا الصادر من منظمة الصحة العالمية.

الكوليرا في سوريا.. مدير الأمراض السارية لـ "سبوتنيك": 1097 مصابا و46 وفاة حتى الآن

© Sputnik . Shams Molhem

وأشار السهوي إلى التعميم من قبل وزارة الصحة السورية لوضع خطة طوارئ وأن تكون جميع الجهات المسؤولة بجاهزية عند المعابر الحدودية بعد تفشي المرض في منطقة السلمانية بالعراق، مبيناً تشكيل لجنة خاصة لأخذ الإحراءات الكاملة مع جميع الوزارت واغتماد برتوكول علاجي وفق منظمة الصحة العالمية عند ظهور أول إصابة بحلب.

وأرجع السهوي انتشار الكوليرا إلى عدة أسباب، منها شرب مياه ملوّثة، وعدم اتخاذ إجراءات النظافة الشخصية، ناهيك عن نظافة البيئة المحيطة.

وعن العدد الكلي للإصابة بالوباء إلى يومنا هذا، أكد الدكتور السهوي أن عدد المصابين بلغ 1097 شخصا، أكثرهم في محافظة حلب (6058 مصاب)، تليها محافظة دير الزور (194 مصاب)، فالرقة (48 مصاب) واللاذقية (46 مصاب)، ومن ثم السويداء (24) ودمشق (14) وحمص (11) وحماة (11) وريف دمشق (6) وريف حماة (6) ودرعا (5) وطرطوس (4)، فالقنيطرة وفيهأ أقل عدد للإصابات، وهي حالة واحدة فقط.

وحول الوفيات بالمرض، أكد الدكتور السهوي أن 46 مصابا توفوا بالوباء بسبب التأخر بالمشورة الطبية، وتوزعت الوفيات ما بين حلب (39) والحسكة (4) ودير الزور (2) ودمشق (1) وهي لطفل من دير الزور تم تشخيص الحالة في محافظته قبل نقله إلى دمشق حيث وافته المنية.

ويعتبر الكوليرا مرضاً خطيراً إذا لم يتم اكتشافه بشكل مبكر وتقديم العلاج المناسب، حيث يصل معدل أمانة الحياة لـ 5% من دون علاج مناسب، وينخفض لأقل من 0.5% عند تقديم العلاج المناسب، بحسب السهوي.

الكوليرا في سوريا.. مدير الأمراض السارية لـ "سبوتنيك": 1097 مصابا و46 وفاة حتى الآن

© Sputnik . Shams Molhem

وبيّن مدير الأمراض السارية أن طرق العلاج من الكوليرا تتضمن تعويض السوائل والشوارد، إضافة إلى العلاج بالصادات، وهذه التوصيات هي عينها التي أطلقتها وزارة الصحة العراقية للوقاية والعلاج من المرض.

بدوره أكد الدكتور عمر عاكوب، المدير العام لـ (هيئة مشفى القامشلي) بمحافظة الحسكة، في تصريح لـ "سبوتنيك" أن انتشار وباء الكوليرا يأتي في وقت تنحسر فيه أهم الأنهار في سوريا، نهر الفرات الذي حبست تركيا حصة سوريا منه، متجاهلة المعاهدات الدولية ببناء السدود والقنوات وإنشاء بحيرات صناعية، ما أدى إلى جفاف وزيادة التصحر وتغير بيئي في طبيعة الشمال السوري، وما خلق أزمات صحية محلي".

وأضاف الدكتور عاكوب: "السبب الرئيسي في تفشي المرض هو تلوث مياه الشرب من مصدرها الوحيد فالأهالي ليس لديها مياه للشرب ولا الغسيل، لافتاً أن دورنا كان من خلال الجاهزية الكاملة واتخاذ الاجراءات المناسبة للحد من انتشارها والعمل على استقبال الحالات المشكوك بها وتقديم العلاج المناسب في ظل انتشار الوباء".