ما هي فرص المبادرة الصينية لحل الأزمة الأوكرانية؟

يجري الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، محادثات، اليوم الثلاثاء، في موسكو حول مجموعة من القضايا في مقدمتها الوضع الدولي والأزمة الأوكرانية.

قمة الثلاثاء تأتي في أعقاب لقاء مطول بين الزعيمين بحثا خلاله المبادرة الصينية للسلام مع أوكرانيا، وقال الرئيس بوتين إن روسيا منفتحة على المفاوضات في الأزمة الأوكرانية، وأكد احترامه للمبادرة الصينية.

قال شي جين بينغ خلال زيارته الحالية لموسكو إن "الصين وروسيا، بوصفهما قوتين رئيسيتين، وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، تلعبان دورا مهما في الشؤون الدولية. وفي عالم بعيد عن السلام، فإن الصين مستعدة مع روسيا للدفاع بحزم عن النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة، ولحماية النظام العالمي القائم على القانون الدولي والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الباحث الاستراتيجي، آصف ملحم، إن "المشكلة في أزمة أوكرانيا هي في الطرف الغربي الذي لا يريد لهذا الصراع أن ينتهي"، مشيرا إلى أن "زيلنسكي تلقى تعليمات غربية بألا يوافق على أي مبادرة، والصين هنا تحاول في هذه المرحلة ضبط الأوضاع لأننا أصبحنا في طور ما قبل الانفجار وقد ننزلق لحرب إقليمية كبرى تشترك فيها دول الناتو، وما ينبئ بذلك هو زيارة بايدن لبولندا في وجود رئيسة مولدوفا".

وأشار إلى أن "أي صراع سيزعزع استقرار الدول المجاورة في الفضاء الأوراسي وبالتالي ستتأثر الصين كقوة اقتصادية".

وأكد أن "الغرب مازال يعلق الأمل على تحقيق بعض النجاح في هجوم الربيع لإعطاء زخم ومعنويات جديدة لأوكرانيا والغرب، وبالتالي فإن فرص نجاح المبادرة الصينية قليلة".

من جانبه، أوضح الباحث السياسي الصيني نادر رونج ووهان، أن "المقترحات الصينية تم طرحها في ظل تزايد الأصوات العاقلة حول العالم، لأن معظم الدول تدعم التهدئة وتدعو للتفاوض والحوار، وتشير التجارب التاريخية إلى أن جميع الصراعات المفتوحة تحتاج إلى الحل من خلال الحوار والتفاوض، وكلما طال الوقت زادت المخاطر".

وأشار إلى أن "المبادرة الصينية تدعو للسلام وترفض فكرة الحرب الباردة والعقوبات، وقد لقت قبولا لدى كل من روسيا وأوكرانيا" .

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الهاشمية، جمال الشلبي، أن "انتصار الدبلوماسية الصينية من خلال تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران يشي بأن الصين مقبولة كدولة وسيطة حول العالم، لكن بالنسبة للأزمة الأوكرانية قد تكون هذه المبادرة تكتيك من قبل الصين لاثبات أن بكين تستطيع أن تبدي مرونة وأنها لاعب عالمي كبير يستطيع أن يأخذ قرارات ويقوم بمبادرات على المستوى الدولي".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي