خبيران من غزة: تدهور كارثي للوضع الإنساني والصحي وننتظر موقفا عربيا حازما لإدخال المساعدات

مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، وقطع الكهرباء والمياه والإنترنت على القطاع، تزداد المخاوف على الوضع الإنساني والصحي للسكان، في ظل الأضرار الكبيرة التي يتكبدها المواطنون هناك.

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص تم إجبارهم على مغادرة منازلهم في قطاع غزة، حيث يستمر القصف الإسرائيلي الكثيف في ضرب القطاع.

وحذر خبيران من الأوضاع الإنسانية والصحية داخل قطاع غزة، ووصفوها بـ "الكارثية"، مشددين على ضرورة التدخل العربي والدولي لوقف القصف وفتح ممرات آمنة لإيصال مساعدات عاجلة للمواطنين.

وقالت وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان إن "نحو 220 ألف شخص، أو نحو ثلثي النازحين، فروا للمأوى في المدارس التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، كما فرّ ما يقرب من 15 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.

وقالت الوكالة إن 22,850 وحدة سكنية تكبّدت أضرارا متوسطة إلى طفيفة، معبرة عن قلقها أيضا إزاء تدمير البنية التحتية المدنية الكبيرة نتيجة القصف.

أوضاع كارثية

قال المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، مصطفى صواف، إن "الوضع الإنساني داخل القطاع متدهور وخطير بشكل كبير، خاصة الأوضاع الصحية".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "القطاع الصحي يعاني نقصا شديدا في المستلزمات الطبية والأدوية وعلاج غسيل الكلى، وفي ظل هذا العدد الكبير من الجرحى والذي تخطى الـ6 آلاف شخص، تزداد الأزمة سوءا، وقد تصل – في حال استمرارها - إلى كارثة".

وأكد أن "قطع الكهرباء والمياه على القطاع، يُكمل من فصول الكارثة التي تنتظر غزة، إذ تعتمد كافة القطاعات، وخاصة الطبية على الكهرباء في عملية التشغيل، وكذلك المياه التي هي أساس لاستمرار الحياة".

وأوضح أن "تحرك الدول العربية والمؤسسات الصحية والإنسانية يجب أن يكون سريعا، لإجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ذلك، ومن أجل فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات عن طريق معبر رفح"، مطالبا هذه الدول "باتخاذ موقفا حازما والعمل على وحدة الموقف والضغط على أمريكا وإسرائيل من أجل تنفيذ هذه الخطوات بشكل عاجل وبدون شروط".

قصف وحشي

في السياق، قال المحلل الفلسطيني من قطاع غزة، ورئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات، الدكتور شرحبيل الغريب، إن "هناك صعوبة في التواصل جراء قطع خدمات الإنترنت عن قطاع غزة".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "إسرائيل تستخدم سياسة الأرض المحروقة، وتقصف بشكل هستيري غير مسبوق لقطاع غزة"، معتبرا أن "ما جرى في يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول هو أكبر من قدرة إسرائيل على الرد".

وأوضح أن "ما يحدث من قصف عشوائي بوحشية على السكان المحليين والشوارع والمنازل، وما يجري من تدمير البنية التحتية في قطاع غزة، يؤكد أن هناك رغبة انتقامية إسرائيلية ضد فلسطين".

واعتبر أن "دولا مهمة مثل مصر وروسيا قادرة للدخول على خط الوساطة، في ظل الانحياز الأمريكي الواضح مع إسرائيل، وضد الفلسطينيين".

كان القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، قد أعلن، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية".

وقال الضيف في بيان: "الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".

وبدورها، نجحت حركة "حماس" في أسر عدد غير معروف من الإسرائيليين بينهم جنود وضباط، والعودة بهم إلى قطاع غزة.

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، صادق رسميا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردا على إطلاق حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".

وتشن الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع "حماس" في قطاع غزة، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، تفعيلها للمادة 40 من القانون الأساسي، ما يعني دخول البلاد رسميا في حالة حرب.