صحافية من غزة تكشف لـ"سبوتنيك" تفاصيل الوضع الإنساني الحرج على الأرض في القطاع

كشفت الكاتبة والباحثة الفلسطينية، روان الكتري، المتواجدة حاليا في قطاع غزة، أحدث مستجدات عملية "طوفان الأقصى" والرد الإسرائيلي بعملية "السيوف الحديدية"، والوضع الإنساني البالغ الصعوبة الذي يعيشه سكان القطاع المحاصرين.

وقالت الكتري في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، إن "إسرائيل أعلنت، ليلة أمس، أنها ربما ستفتح ممرات آمنة إلى مناطق جنوب القطاع وإجلاء المواطنين الأجانب من القطاع".

وأشارت الكاتبة إلى أنها "ترفض السماح بما تحلم به إسرائيل من تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء"، مشيرة إلى أن "الليلة الماضية، كانت أهدأ نسبيا من سابقاتها، بعد الضغوط الشعبية لوقف العدوان على قطاع غزة، لكن حتى الآن لا نتائج كبيرة على الأرض، حيث أنه تم استهداف منزل، قبل قليل، وهدمه على رؤوس ساكنيه البالغ عددهم نحو ثلاثين شخصا".

وتابعت الكتري، قائلة: "كان الاستهداف طوال الليل فقط للمدنيين الفلسطينيين، حتى أولئك الذين بدأوا في التوجه إلى الجنوب، حيث قصفت إسرائيل شاحنات محملة بالناس وتم نسفهم بالكامل وتحويلهم إلى أشلاء منهم عدد كبير لم يتم التعرف عليهم، وعائلات قضي عليها بالكامل، ما يعني أنه لم يعد أمام العائلات الفلسطينية أمل في النجاة حتى إذا تحركوا وتركوا منازلهم".

وأضافت الكتري: "لا أعلم إذا كان الاحتلال سيتجه للاجتياح البري لقطاع غزة، لكني أرجح أنه لن يجرؤ على ذلك، حسبما نرى على الأرض، وحسبما تتوعد به حركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وكل الأذرع العسكرية على الأرض".

وتعتقد الكتري أن "خطة الدخول البري لم يتم المصادقة عليها من قبل الكنيست أو من قبل نتنياهو، الذي يرفض تماما وقف إطلاق النار رغم أن الولايات المتحدة بدأت في التراجع عن رأيها وموقفها تجاه الذهاب إلى ما تريده إسرائيل"، بحسب قولها.

وبحسب الكاتبة والباحثة الفلسطينية، كان هناك حديث، ربما سري، نشر من أحد الصحفيين الإسرائيليين بأن "هناك ضغط من الولايات المتحدة على إسرائيل وعلى نتنياهو لوقف هذه المجازر، بسبب أن الكثير من الدول العربية كانت صديقة لأمريكا والآن لم تعد صديقة لأمريكا ولا لإسرائيل، كذلك ربما تهديدات روسيا تأتي بتوجهات أخرى للأزمة، لكن على الأرض حتى هذه اللحظة لم يتغير شيء، فحتى الآن هناك بيوت ليس لديها ماء ولا طعام".

واستنكرت الكتري بأن "هناك مدرسة من مدارس الـ"أونروا" نزح إليها نحو 20 ألف مواطن ليس لديهم لا ماء ولا أدوية"، فيما قالت منظمة الصحة إنه "بعد 3 أيام فقط، ستنقطع الكهرباء عنها، كما تم تهديد مستشفى "العودة" بقصفه، لكن الطاقم الطبي رفض تماما الخروج منه".

وأردفت الكتري، بالقول: "لا يزال أهالي شمال قطاع غزة صامدين، فيما لم يعد مناطق خالية في رفح وخان يونس، لاستقبال المزيد من النازحين، فالمدارس والبيوت والأماكن اكتظت بالكامل".

واختتمت الكتري، قائلة: "لا أعتقد أنه سيكون هناك زحف جديد جنوب قطاع غزة، الوضع الإنساني سيئ للغاية، هناك حديث عن ساعات لهدنة إنسانية لكن لم يتم التأكد منها ولا التأكيد عليها حتى اللحظة، فيما قارب عدد الشهداء على 2000 شهيد وعدد الجرحى قارب على 7000 جريح، معظمهم يتلقون العلاج على أراضي المستشفيات أو في منازل أهاليهم، كما لا يوجد دواء، هناك مناشدات كبيرة لإدخال الوقود والطعام لأن الناس حين خرجت من بيوتها لم تأخذ معها أي شيء تقتات به".

يذكر أن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، كان قد أعلن في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، فيما ردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية".