مسؤولة أممية توضح لـ"سبوتنيك" أبرز تحديات الانتقال للطاقة المتجددة وتغير المناخ

قالت ديالا حويلة، مسؤولة البرامج في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، إن الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة تزداد كل عام، ووصلت في العام الماضي إلى نصف ترليون دولار، لكنها غير كافية لإتمام عملية الانتقال كاملة.

وأضافت في مقابلة خاصة مع "سبوتنيك"، على هامش مشاركتها في منتدى الاستثمار العالمي 2023 في أبوظبي، أن هناك حاجة إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم من أجل الحفاظ على تغير المناخ عند مستوى درجة ونصف في ارتفاع الحرارة.

وشددت على ضرورة مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة لتحقيق الانتقال إلى الطاقة المتجددة، حيث يجب أن يكون هذا الانتقال عالمي يشمل الجميع، من أجل أن يكون أكثر فاعلية.

وإلى نص الحوار...

بداية... تركز هذه الدورة من منتدى الاستثمار العالمي حول موضوعات الاستدامة، كيف تم تطبيقها خلال النقاشات المتعلقة بالطاقة؟

نعم، كان هناك الكثير من الجلسات والمناقشات والأفكار والتي تركزت حول الاستثمارات في مجالات الطاقة المتجددة، والتي تزيد بشكل ملحوظ كل عام عن الذي سبقه، حيث سجلت الزيادة في العام الماضي 2022، أعلى رقم استثماري في الطاقة المتجددة، والذي وصل إلى نصف ترليون دولار، لكنه ليس كافيًا.

ولماذا هذا الرقم غير كافٍ في هذا المجال تحديدًا؟

هناك أهداف كبيرة من أجل مواجهة تغير المناخ، والحفاظ على المعدلات الحالية، وحتى نبقى على مقدار درجة ونصف فقط من ارتفاع الحرارة، هناك حاجة ماسة أن نزيد هذه الاستثمارات الحالية في مجال الطاقة المتجددة بما يزيد عن 3 أضعاف في أقل تقدير.

نرى توجها عالميا في الانتقال والتحول إلى الطاقات الجديدة والنظيفة... ما أبرز التحديات التي تواجهكم خلال عملية التحول؟

هناك الكثير من التحديات التي تواجه الانتقال إلى الطاقة المتجددة، أبرزها كلفة هذا الانتقال المرتفعة، وعلى الرغم من وجود استثمارات وزيادة معدلاتها، تبقى لا تفي بالغرض المطلوب، إضافة إلى أن هذه الزيادة الاستثمارية تتركز في بلدن بعينها، وهي تلك البلاد القادرة على هذه الاستثمارات.

من المقرر أن يكون هذا الانتقال بالطاقة على نطاق عالمي، وهناك حاجة ماسة إلى نقل الاستثمارات إلى الدول الأقل تنمية والتي يصعب عليها الحصول على مثل هذه الاستثمارات، فتحتاج مساعدة من جانب الدول الكبرى والمنظمات العالمية بشكل عاجل.

مع ذكرك الدول النامية وصعوبة نقل هذه التكنولوجيا إليها... كيف يمكن تخطي هذه الصعاب وما نتائج عدم مساعدتها؟

هناك الكثير من المجالات التي يجب أن تساعد الدول الغنية فيها هذه الدول غير القادرة على المضي قدمًا في خطوات التحول بمفردها، حيث سيكون لعدم تحقيق هذا الأمر كلفة مرتفعة، ومخاطر عالية، خاصة أن القطاع الخاص لا يمكنه الدخول بقوة في مجال الاستثمارات بالطاقة، ونحتاج هنا إلى تدخل القطاع العام، وهناك الكثير من ميزانيات الدول غير قادرة على تحمل الآثار المترتبة على فيروس كورونا حتى الآن، على الرغم من كل الخطوات التي قطعوها.

هناك حاجة ماسة إلى المساعدة الدولية، التحول في الطاقة يجب أن يكون على نطاق عالمي، حيث إن استطعنا الانتقال في بعض الدول دون الأخرى، تبقى الأخيرة في خطر والتي ستكون في الغالب من البلدان الناشئة الذين يمكنهم بالمستقبل لعب دور كبير في مزيج الطاقة عالميًا، لذلك يجب أن تساعد الدول الغنية الفقيرة ويساهموا في تحمل تكاليف هذا التحول المهم.

مع تنامي الأزمات في الفترة الأخيرة من فيروس كورونا إلى الحروب في المنطقة... كيف أثرت هذه الأحداث على الاستثمار في الطاقة؟

كما قلنا الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة تزيد كل عام، لكن تبقى الأزمة تركزها في بلد بعينه خاصة الصين وأمريكا وأوروبا، إضافة إلى تركزها كذلك في تكنولوجيا بعينها لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هناك مجالات واسعة من الطاقات غير الكهربائية، ولا بد من بذل جهود كبيرة من أجل تعميم استعمالات هذه الطاقة، حيث يمكن استعمال التدفئة في الصناعة والانتقال في الطائرات والسيارات وكثير من المجالات، هناك حاجة ماسة إلى الانتقال بكل أنظمة الطاقة المتجددة وليس التركيز على بضعها والاستثمار فيها دفعة واحدة، وبشكل شامل.

في ظل عقد النسخة الثامنة من منتدى الاستثمار العالمي... ما الذي تغير خلال الجلسات السبع التي عقدت في مجال الطاقة؟

أحرزنا الكثير من التقدم، وهناك تغير في نوع ومستوى النقاش، حيث باتت هذه الجلسات أقرب للمشاكل الحقيقية في هذا القطاع وهي مشاكل اجتماعية واقتصادية وليست تكنولوجية فقط، الصعوبات تتعلق بهذه الأزمات جميعها ولا يمكن اختصار تبديل الغاز والديزل بالطاقة الشمسية في المشاكل التكنولوجية دون إغفال باقي الجوانب، الآن بات هناك حديث عن مجالات أوسع في الطاقة لم تكن في الحسبان سابقًا، وتحديدا منذ 10 سنوات كنا نتحدث عن مجالات الطاقة فقط، أما اليوم بتنا نتحدث في مجالات أوسع منها، الاستثمار والتجارة، وبدأنا وضع أيدينا على المشاكل الكاملة والحقيقية لحلها.

أجرى المقابلة: وائل مجدي ومحمد حميدة