محلل سياسي: تحذيرات السفارات لمواطنيها بمغادرة لبنان تقليدية وروتينية

أشار الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، اليوم الأحد، أن التحذيرات الدبلوماسية التي تطلقها بعض السفارات الغربية والعربية والخليجية وغيرها لمواطنيها بمغادرة لبنان، تأتي من باب الإجراءات اللازمة في مثل الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة.

وفي تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، قال شاهين، إن "هذه الإجراءات تقليدية وروتينية، لها درجات من الخطورة، ففي الوقت الذي تعلن فيه إحدى الدول مثلًا عن دعوة مواطنيها للمغادرة تبلغت قبل يومين تقريبًا أن هناك فريقًا كبيرًا يضم 30 شخصًا من هذه الدولة وصل إلى لبنان للمشاركة في إحدى الدورات التدريبية أو في مؤتمرات في لبنان، الأمر ليس بهذه الحدة أن هناك خطرًا داهمًا يشمل كل مساحة لبنان، هناك مناطق محددة لها تصنيف خاص في المخاطر، واليوم بعض السفارات تدرجت في تحذيراتها من التنبيه بعدم الوصول إلى المناطق الجنوبية مثلًا بعمق 5 أو 7 كلم، واليوم تتحدث عن مناطق الضاحية الجنوبية وبعلبك الهرمل والجنوب حيث المناطق التي تحفل بوجود "حزب الله" مثلًا، وهو تصنيف روتيني تقليدي ولا يعني أن الحرب على الأبواب".

ورأى أن "المعادلات السياسية والمصالح الوطنية وتقدير من يملك قرار السلم والحرب يعلم أن بيئته الحاضنة ولبنان لا يحتمل بأي شكل من الأشكال الحروب، نحن في وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي ومادي مزري، في ظل غياب رئيس الجمهورية، وحكومة تصريف أعمال مشلولة، ومجلس نيابي يعمل على القطعة، هناك شلل رسمي كبير والعجز كبير"

وأضاف: "اليوم فرح اللبنانيون بدفعة من المساعدات القطرية في المحروقات الخاصة في الجيش اللبناني، يعني نحن نعيش اليوم على الإعانات، عدا عن أن بعض السياسات وضعتنا في العزل عن كل الساحات العربية والغربية، ولا أتصور أنه إذا وقع أي حدث سيكون أحد إلى جانبنا وهذه العزلة الدولية خطيرة، ولذلك كل حرب في لبنان قد تكون تداعياتها أكبر مما قد يتصوره أي إنسان، وحتى هذه اللحظة أعتقد أن من بيدهم قرار الحرب والسلم سيتجنبون الحرب".

ولفت شاهين إلى أن "جولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العربية في الوقت الضائع، لا بد أن يتحرك رئيس الحكومة بالنتيجة، ولكن تحرك غيره كثر من قادة العالم العربي ولم يغيروا أي شيء، الحراك السعودي، القطري، العماني، الأردني، المصري، كلها تحركات ومبادرات يقوم بها رؤساء دول، والسعودي بشكل خاص نعتقد أنهم على علاقة في القرارات الكبرى في الإدارة الأمريكية ولم يفلحوا هذه اللحظة بترتيب وقف إطلاق نار أو زيادة حجم المساعدات لإنقاذ الشعب الفلسطيني".

وأوضح أن "قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة توصية معنوية لا قيمة قانونية له، ولو كان هذا القرار قد صدر عن مجلس الأمن الدولي لوجدنا أن المنطقة وضعت تحت الفصل السابع أو الفصل السادس لتطبيق هذا القرار، فلنتذكر أنه لدينا القرار 194 الذي قال بحق العودة للفلسطينيين وقد عبر النصف قرن ولم يطبق حتى اليوم، نهلل للقرارات التي لا تخرج عن حجم التوصيات ونفشل في ترتيب أي قرار قابل للتنفيذ".

كما أكد شاهين أن "الظرف اليوم يسمح باتفاق لبناني لبناني خالص لانتخاب رئيس للجمهورية، العالم منشغل في الحرب في غزة وفي التحالفات الدولية والتحركات القائمة في سوريا والعراق حيث الهجمات تجددت على المواقع الأمريكية"، معتبرًا أنه "لن يكون هناك لا وسيطًا قطريًا ولا فرنسيًا ولا أي وسيط دولة".