خبير: حماس يمكن أن تحول حطام القصف إلى دروع عسكرية

تسبب القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة منذ بدء الحرب في كميات هائلة من الحطام الناتج عن انهيار المنشآت، وهو ما يمكن استغلاله لأغراض عسكرية تساعد المقاومة الفلسطينية في تعزيز خطوطها الدفاعية.

جاء ذلك على لسان الخبير العسكري الروسي أندريه كوشكين، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، النسخة الإنجليزية، قال فيها إن حطام المباني الناتج عن القصف الإسرائيلي يتحول إلى نوع من الدروع العسكرية، التي يمكنها مقاومة أي نوع من القصف.

وتابع: "رغم أن هذا الحطام يمكن أن يتسبب في تعطيل أجزاء من البنية التحتية للأنفاق، إلا أن استخدامه في تعزيز الحماية الخاصة بمداخل ومخارج الأنفاق هي ميزة كبرى يمكن لحماس أن تستفيد منها".

وتابع: "حتى إذا أدركت إسرائيل أن حماس لديها أنفاق معينة تحت ركام مبنى مكون من عدة طوابق، فإن ذلك يعني أنها في حاجة إلى قصف مزدوج لنفس الموقع، حيث يتم تفجير قنبلة لتفتيت الركام في البداية ثم يتم استخدام قنبلة أخرى للوصول إلى الأرض".

لكنه استطرد: "من المؤكد أن حماس وضعت في حسبانها كل الاحتمالات الخاصة بتأمين الأنفاق قبل إنشائها".

وبحسب الخبير العسكري، فإن شبكة الأنفاق في غزة مكونة من 3 طبقات، أولها أنفاق الاتصال المخصصة لحركة الوحدات وتحويل الأسلحة والذخائر.

وتابع: "أما الطبقة الثانية، فهي مخصصة لورش التصنيع الخاصة بالأسلحة والصواريخ، بينما توجد الطبقة الثالثة من الأنفاق على عمق يتراوح بين 40 إلى 60 متر تحت الأرض وهي مخصصة لمراكز القيادة الخاصة بالمقاومة ومدعمة بجدران خرسانية قوية، لا يمكن اختراقها حتى بواسطة القنابل المخصصة لاختراق الجدران الخرسانية.

وعن التوغل الإسرائيلي في غزة، قال أندريه كوشكين إن إسرائيل تحاول ملء قطاع غزة بالمركبات المدرعة، لكن وصية الأمريكيين كانت بتنفيذ ضربات جوية وتنفيذ عمليات خاصة داخل القطاع، كما فعل الجيش الأمريكي في العراق.

ومن جهة أخرى، قال الخبير العسكري الروسي إنه إذا أرادت إسرائيل أن تقوم بعمليات برية واسعة في غزة فإنها ستستخدم معدات خاصة يمكنها إزالة الحطام من أمام الدبابات بالتوازي مع الدعم الجوي لتطهير الأماكن التي يمكن أن تستخدمها المقاومة، لكن بصورة عامة فإن حروب المدن هي أصعب أنواع الحروب خاصة بالنسبة للمركبات المدرعة وحتى دبابات ميركافا، التي أعلنت حماس تدمير عدد منها.

يذكر أن القصف الإسرائيلي، تسبب في مقتل نحو 8 آلاف و400 فلسطيني في قطاع غزة، وإصابة نحو 23 ألفا آخرين.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر ضد المدنيين منذ بدء القصف، نحو 65 في المئة من الضحايا نساء وأطفال"، وهو ما جعل منظمات دولية تصف الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثي".