خبير: أوروبا ستعود زحفا إلى روسيا والقوانين الدولية هي المرجع الأساس للرئيس بوتين

أكد الخبير في الشأن الروسي، رضوان قاسم، أنه لطالما سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى إطلاع شعبه وكل دول العالم على الأوضاع القائمة على الصعيد الدولي وليس فقط في ما يتعلق بالأراضي الروسية، ما يشير إلى المصداقية التي يتمتع فيها الرئيس بوتين، ورغبته في إبقاء شعبه على تواصل دائم مع الشعوب الأخرى.

وفي حديث خاص لإذاعة "سبوتنيك"، أوضح قاسم أن خطاب الرئيس بوتين، أكد وجود نمو اقتصادي بنسب عالية في روسيا، أي على عكس ما تصور الغرب حدوثه بعد شنه حرب شاملة ضد موسكو، وفرض حصار اقتصادي عليها، مؤكدا أن "السحر انقلب على الساحر"، وتدهور الاقتصاد الغربي وتفاقمت في دوله أزمات اقتصادية خطرة.

ولفت قاسم إلى التغير الحاصل في العلاقات الدولية، وبروز تحالفات تربطها بروسيا علاقات وثيقة وطيبة، كالتحالف الروسي العربي، والتحالف مع تركيا (الدولة الأساسية في "الناتو")، مؤكدا أن تلك العوامل تشير إلى تحول العالم إلى مكان آخر، وتزايد رغبة الشعوب في التقرب من موسكو، والتخلص من الغطرسة والهيمنة الأمريكيتين.

وجدد قاسم تأكيده أن أغلب دول العالم تود التخلص من الهيمنة الأمريكية، إذ كلما غضبت واشنطن من دولة ما بسبب تعارض في المصالح أو تناقض في السياسات، تفرض عليها عقوبات اقتصادية وشروطا تعجيزية لتسهم في تدهور حالها.

وأشار قاسم إلى أن ما يحمي الدولار الأمريكي اليوم هو القوة العسكرية الأمريكية، وليس قسمته المادية (طباعته)، ما يدفعه للسيطرة على أغلب دول العالم.

وأكد قاسم أن المواجهة التي حصلت بين الغرب، على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، أثبتت فشل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعجزه الكبير عن إحراز أي تقدم في جبهة المعركة بأوكرانيا، مما أضعف الدور الأمريكي في العالم، ومكّن دولا عدة من مواجهة واشنطن وحلفائها بدون تردد أو خوف، فضلا عن الإثبات بأنها ليست بحاجة للإدارة الأمريكية الفاشلة.

ونوّه قاسم بأن دول العالم تختار الذهاب نحو روسيا على أنها دولة تتصرف، وفق القوانين والشرع الدولية والأممية، على عكس الولايات المتحدة التي "تضرب عرض الحائط" كل القوانين الدولية، وتحقق السياسة التي تحلو لها داخل مجلس الأمن الدولي، واستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خير دليل على الغطرسة الأمريكية، وما تشكله من خطر على الأمن الدولي.

وأضاف أن رفض الغرب لتعددية الأقطاب وفرض شروطه الخاصة على الدول، قد يقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة للبشرية.

وأكد قاسم أن تبعية أوروبا للسياسات الأمريكية وانخراطها في الحرب بأوكرانيا، دفعها للعجز، وهذا الأمر بان في ألمانيا، حيث أعلنت وزارتا المالية والاقتصاد اتباع عملية "التقشف"، مع حلول فصل الشتاء.

وتساءل الخبير: "من كان يتوقع اتخاذ أكبر الدول الأوروبية في مجال الصناعة (ألمانيا)، قرار التقشف؟"، مؤكدا أن السياسات الأمريكية تقود الدول إلى أزمات اقتصادية يصعب مواجهتها، كالتضخم المالي وغيرها من المشكلات.