خبير لـ"سبوتنيك": الانقسامات السياسية في العراق تمنع طرد القوات الأمريكية منه

استبعد الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور مهدي عفيفي، انسحاب القوات الأمريكية من العراق في أي وقت قريب، "إذ ترى واشنطن أن وجودها في دول المنطقة أمر ضروري نظرا لتداعيات الحرب القائمة في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية هي نفسها من طالب سابقا ببقاء القوات الأمريكية على أراضيها".

وأشار عفيفي، في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى "وجود عدة انقسامات في الداخل العراقي تمنع طرد القوات الأمريكية منه، فالأطراف السياسية في خلاف كبير، والمطالبة بمغادرة الجيش الأمريكي تأتي من قبل الفرق العراقية الموالية لإيران، أي تلك التي ترى واشنطن أنها عازمة على إدارة مجريات الأمور في البلاد".

وفي حديث لإذاعة "سبوتنيك"، شدد الخبير عفيفي على أن "انسحاب القوات الأمريكية من العراق لن يحصل بدون اتفاق كامل بين الأطراف السياسية المختلفة في البلاد".

وتوقع أن "تستخدم الولايات المتحدة العراق مركزا لتوجيه ضربات على مواقع في سوريا وفلسطين دعما لإسرائيل، إذ أن الحرب على قطاع غزة تساهم في جعل الأمريكيين أكثر إصرارا على البقاء في المنطقة وضرب فصائل تابعة لمحور المقاومة".

وأوضح عفيفي أن "هناك رابطا استراتيجيا بين التواجد العسكري الأمريكي في العراق، وتشكيل واشنطن "تحالف الازدهار" في البحر الأحمر، إذ إن الأمريكيين يلاحظون التغيرات في المنطقة ما يستدعي تواجدهم فيها"، مضيفا أن "ما يحدث في البحر الأحمر جزء من الخطة الأمريكية لبقائها في البلدان العربية".

وتوقع الخبير "رفع الولايات المتحدة من حدة ضرباتها في العراق حال تواصلت الهجمات على قواعدها العسكرية هناك، إذ تعهدت واشنطن بالدفاع عن مصالحها ومصالح شركائها في المنطقة، ولا تزال تحاول التنسيق مع الحكومة والرئاسة في العراق لوقف التصعيد ولجم الهجمات الصادرة عن فصائل محور المقاومة".

وأكد أنه "في حال اعترضت الحكومة العراقية، يوما ما، على الوجود العسكري الأمريكي، فسيكون هناك نوع من التنسيق والانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية"، مستبعدا تحقيق هذه الفرضية.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها البالغ عددها نحو 2500 جندي من قواعدها في العراق.

يأتي هذا على الرغم من إعلان بغداد الأسبوع الماضي، أنها بدأت عملية تهدف إلى إنهاء مهمة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية في البلاد.