الأردن يسعى إلى وقف الحرب على غزة وحل أزمة التجارة عبر الأحمر

نتابع في الجزء الثاني من "لقاء سبوتنيك"، الذي نسلط فيه الضوء على جهود الأردن لوقف الحرب في غزة وحل الأزمة الاقتصادية الناتجة عنها.

أزمة البحر الأحمر وباب المندب وتوقف الشحن وتغيير طريق السفن التجارية طالت الأردن ومصر مع توقف مرور السفن عبر المواني الأردنية وأيضا قناة السويس المصرية، وهو ما دفع مصر والأردن لتفعيل خط بري يحاول تجنب بعض هذه الخسائر.

وأعلن المدير العام لشركة "الجسر العربي" الأردنية، عدنان العبادلة، قبل أسابيع عدة، عن تشغيل الخط العربي للنقل البري والبحري من ميناء العقبة الأردني والمواني المصرية في البحر المتوسط، كبديل عن البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وبحسب ما قاله مدير عام الشركة، التي أسست بالتعاون بين مصر والأردن والعراق، يتم تشغيل الخط البديل بالتعاون والتنسيق مع وزارتي النقل الأردنية والمصرية وسلطة منطقة العقبة الخاصة وشركة تطوير العقبة والجهات ذات العلاقة.

على الصعيد السياسي، يسعى الأردن إلى إيقاف الحرب على غزة وإيصال المساعدات إلى القطاع ونقل المرضى والجرحى إلى داخل الأردن ومصر، إلا أن إسرائيل تمنع بكل الطرق إيصال هذه المساعدات وترفض أيضا نقل المصابين.

أكد وزيرا خارجية روسيا والأردن، سيرغي لافروف، وأيمن الصفدي، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وأن بلديهما متفقان على كيفية تسوية الأزمات في الشرق الأوسط.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، إن الوزيرين، عقب اجتماعهما على هامش اجتماعات الأمم المتحدة: "تبادلا وجهات النظر حول القضايا الرئيسية على جدول أعمال الشرق الأوسط مع التركيز على التصعيد المستمر في المنطقة".

وشدد الوزيران على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة واستخدام الوسائل السياسية والدبلوماسية وتسوية الوضع على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة.

في لقاء خاص لـ"راديو سبوتنيك"، قال وزير الاتصال الحكومي مهند مبيضين، المتحدث باسم الحكومة الأردنية، إن "الأردن منذ بداية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي لم تأت إلا بالدمار ولم تقوض إلا الأمل والحياة للناس، والسلام والأمن في فلسطين وقطاع غزة على رأسها وكذلك في الضفة الغربية، عبر جملة من المواقف التي تتناسب مع تطور وتقدم أيام الحرب".

وأضاف أن "العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قاد جهودًا كبيرة في زيارته للدول الأوروبية وإيصال الرواية الفلسطينية وإعطاء الصورة الحقيقية التي آلت إليها الأوضاع في قطاع غزة، والذي سبق وأن حذر منه في خطابه بالأمم المتحدة بالجمعية العامة، في نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما قال إن العام 2023 هو الأكثر سوءًا على القضية الفلسطينية، وأن الاستمرار بهذا الوضع سيؤدي إلى انفجار وقد حصل بالفعل، بسبب سياسات إسرائيل".

وأضاف الوزير الأردني أن "أهم نقطة في هذا التحرك من خلال الموقف العربي الموحد، هو بداية التنسيق مع الموقف المصري، في إطار رفض التهجير والدعوة إلى وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، ووقف التهجير بالصياغة الأردنية المصرية وعدم إنهاء القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وكان هناك جهد مصري أردني مشترك وكبير لأن الملفين في غزة والضفة الغربية ملفان مهمان للأردن ومصر بقدر واحد، والحالة في هذا الجانب مختلفة عن أي علاقة لدولة عربية أخرى مع هذا الملف".