التداعيات الإنسانية والسياسية لعملية إسرائيلية في رفح

على وقع القنابل الإسرائيلية في الشرق من رفح جنوبي قطاع غزة، يعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في حالة ترقب وقلق من عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في المدينة، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قبل أيام، أنه أمر الجيش بالتحضير لهجوم على رفح.

وأفادت تقارير إعلامية بأن مصر "هددت بتعليق التزاماتها" بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل، إذا أقدمت إسرائيل على اقتحام بري لرفح، ومحاولة السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي، والمنصوص عليه في المعاهدة القائمة منذ عام 1979.

وفي تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، قال وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني، د.أحمد مجدلاني، إن "أي محاولة إسرائيلية لاجتياح محافظة رفح قد تؤدي إلى مذابح وحرب إبادة جماعية حقيقية للشعب الفلسطيني في غزة، في ادعاء نتنياهو بأن اجتياح رفح استكمال للعملية العسكرية الهادفة إلى تقويض وتدمير قوة حماس العسكرية، ويدعي أن هناك 4 كتائب لحماس في المدينة، وأنه لا يمكنه إلا أن يواصل العمليات العسكرية حتى تحقيق هذا الإنجاز العسكري".

وأكد المحلل السياسي إيلي نيسان، أن "إسرائيل وضعت نصب أعينها أنه بدون توغل الجيش إلى رفح والعثور على مزيد من الأنفاق التي تمثل شرايين تهريب الأسلحة إلى غزة، لا يمكن استكمال العملية العسكرية، ولهذا فإن الحكومة عاقدة العزم على مواصلة الحرب والقضاء على القوة العسكرية لحماس، رغم المعارضة من واشنطن وأوروبا وأيضا مصر".

وتابع ، بالقول: "هناك تفاهمات بين مصر وإسرائيل، بأن إسرائيل لن تقوم بتهجير قسري للفلسطينيين من رفح إلى الأراضي المصرية، وإنما ستطلب من السكان في رفح العودة إلى مركز قطاع غزة حتى لايتعرضوا لأي قصف أو اعتداء".

وأوضح خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، بالقول: "نحن أمام مشهد عبثي تقوم به القوات الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، في محاولة الضغط على رفح بعد دفعهم الفلسطينيين إلى هذه المدينة، التي أصبحت الآن تأوي نحو 2 مليون نسمة، بحيث تحولت إلى أكبر مدينة في العالم من حيث الكثافة السكانية ومكان غير صالح للمعيشة الطبيعية، وهؤلاء هم مجموعة من المدنيين العزّل استهدفتهم إسرائيل اليوم بخمسين غارة جوية"، مشيرا إلى أن "ما تروّجه إسرائيل بشأن كتائب حماس هي ادعاءات قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير عادية".

وأكد الخبير أن "هذه التحركات تضع المنطقة على حافة الهاوية ليس فقط بالنسبة للوضع الإنساني بل أيضا على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، التي أٌبرمت برعاية أمريكية، والتي تنص على وجود عدد محدود من العسكريين في المنطقة الموجودة على الحدود داخل غزة، وكون إسرائيل لا تستمع إلى التحذيرات المصرية والدولية بعدم اجتياح رفح في هذا التوقيت الدقيق من الصراع، وتقوم بإدخال آليات العسكرية إلى هذه المنطقة دون إذن مكتوب من مصر، يجعل لمصر الحق في تعليق هذه الاتفاقية، وقد وضعت مصر الولايات المتحدة أمام مسؤوليتها باعتبارها كانت الراعية لهذه الاتفاقات".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي