ما هي أهداف أمريكا من إنشاء ميناء لتقديم المساعدات لغزة؟

رفض مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في خطاب "حالة الاتحاد"، عن إنشاء ميناء مؤقت سيمكن من زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة.

وقال فخري في مؤتمر صحفي "لم يطلب رصيفا بحريا، لا الشعب الفلسطيني ولا مجتمع المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى أنه "لا الرصيف ولا عمليات الإنزال الجوي المتزايدة فوق غزة "ستمنع المجاعة بأي تعريف"، ورجح أن تكون هذه الخطوة "أداة لمحاولة التواصل مع الجمهور الأمريكي المحلي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال اللواء محمد عبد الواحد، خبير شؤون الأمن القومي إن "هناك أهداف غير واضحة وراء هذا المشروع الذي تم طرحه منذ 2014 ورفضته إسرائيل في السابق، إلا أن الشعوب العربية اعتادت على الريبة والشك في التصرفات الأمريكية، ففي الوقت الذي ترفض فيه واشنطن وقف اطلاق النار ودخول المساعدات تتحدث الآن عن أهل فلسطين وتجهيز ميناء لاستقبال المساعدات.

وأشار إلى أنه ربما يكون هناك مآرب أخري تتعلق بعملية التهجير حيث أن هناك مشروع سري للتهجير الطوعي بعد أن افتضح أمر مخطط التهجير على العالم، وبالتالي ستدان فيه دول كثيرة".

وأضاف أن "المشروع الآن يقوم على أن يتم تهجير سري وطوعي ربما عبر مزايا مثل رحلات مخفضة وخلافه، وتكون عملية طوعية وربما ستضطر الكثير من الأسر إلى أن تبتعد عن هذه الحياة المستحيلة، وربما اتفقت إسرائيل مع بعض الدول في أفريقيا وأستراليا وكندا لاستقبال أعداد بسيطة قد تتدرج في المستقبل".

في المقابل اعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاستراتيجية، بيير عازار، أن "مشروع ميناء غزة يمثل محاولة لقطع الطريق على عودة ترامب إلى السلطة، خاصة مع تعثر الحملة العسكرية لإسرائيل وإفشال عملية التهجير، ما أدي إلى أن تتخذ أمريكا قرارا بأنها مستقلة عن إسرائيل من أجل الحفاظ على مكاسب ضمن العالم العربي والإسلامي والشرق أوسطي.

واعتبر أن هذا الميناء سيؤدي أيضا إلى إفشال مشروع قناة بن جوريون لربط إيلات بالبحر المتوسط ليكون منافسا لقناة السويس"، مشيرا إلى الشرق الأوسط "في خضم حرب جيواقتصادية و أن القرارات الاقتصادية هي التي تؤثر على القرارات السياسية".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي