هل تشكل العملات الرقمية بديلا مناسبا عن الدولار؟

تقترب 98% من اقتصادات العالم من إطلاق عملاتها الرقمية، فيما يتخلف الدولار عن هذا الركب.

وأظهرت دراسة غربية أن 134 دولة تمثل 98% من الاقتصاد العالمي، تستكشف الآن الإصدارات الرقمية من عملاتها، وأكثر من نصف هذه الدول تخوض حاليا مراحل التطوير المتقدمة، أو التجريبية، أو الإطلاق للعملات الرقمية الوطنية.

وأشارت الدراسة إلى أن جميع دول مجموعة العشرين، باستثناء الأرجنتين، تمر الآن بتلك المراحل من تطوير العملة الرقمية.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال مدير المركز العالمي للدراسات التنموية، د. صادق الركابي، إن "العملات الرقمية الوطنية تصدرها البنوك المركزية للدول بإشراف الحكومات، وتتأثر بمؤشرات النمو والسياسات النقدية للدول، وبالتالي تتاثر بعوامل الاقتصاد الوطني بخلاف العملات المشفرة التي تتخوف الحكومات من تبنيها".

وتابع الركابي مشيرا إلى أن "التحول نحو الاستثمارات في العملات الرقمية بدأ يؤثر على هيمنة الدولار، فقبل عقد كانت الاحتياطيات الدولارية للدول تمثل 80% من احتياطاتها من النقد الأجنبي، وقد انخفضت هذه النسبة إلى 53%، في المقابل وصل التداول في بالعملات الرقمية عام 2020 إلى أكثر من 10 تريليون دولار، ارتفع كثير في وقت لاحق، ما تسبب في قلق الشركات التي اعتادت على الدفع بالدولار، ولهذا بدأنا نلاحظ تغيير في أنماط التجارة الدولية، وتستكشف أكثر من 11 دولة حاليا نشاطات العملات الرقمية واستخدامها في التجارة الولية".

وأكد الخبير أن "الانتقال إلى التبادل التجاري الدولي بالعملات الرقمية يؤثر على هيمنة الدولار، ولا ننسى تأثير سياسات أمريكا، التي استخدمت الدولار في نظام العقوبات لزعزعة استقرار اقتصادات بعض الدول وحرمان بعضها من تداول الدولار، وكل هذا جعل الحكومات تفكر في بدائل لأنظمة الدفع فيما بينها سواء بالمقايضة، أو باستخدام العملات الرقمية من أجل الخلاص من هيمنة الدولار".

وأوضح خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، د. بيار عازار، أن "ثمة إشكاليات تتعلق بالتقييم العادل للعملات الرقمية الوطنية، لأن ربطها بالاقتصاد الحقيقي ليس سهلا، كما أن التعامل بها قد يسهل عمليات المضاربة، والتنصل من الضرائب، وهذه الإصدارات للعملة الرقمية إذا تمت بقرار شخصي من حاكم بنك مركزي يتحكم بمنظومة الفوائد بمعزل عن لأسواق يصبح هناك عدم قدرة على التحكم في منظومة الاقتصاد داخل كل دولة، مما يضطر السلطات النقدية لاتخاذ قرارات من أجل التأثير على وضع العملة، وكل هذه عوامل تظهر في استخدام العملات الرقمية اليوم".

واعتبر الخبير أن "العملات الرقمية لاتزال تمثل حالة مريبة تحتاج إلى الكثير من الوقت من أجل ثباتها والتأكد من عدم استغلالها في أنشطة غير طبيعية".

إعداد تقديم: جيهان لطفي