منكوبون يطعمون محتاجين.. سيدات حلبيات يطهين إفطار رمضان لفقراء مدينتهن... فيديو

حلب المدينة التي لطالما آمنت (من خوف) كل اللاجئين إليها عبر تاريخها قديمه وحديثه، ها هم منكوبوها اليوم، يطهون لسكانها المضرجين بمتوالية حرب إرهابية ضربتها في صميمها ونهبت مقدراتها، ليستكمل مأساتها حصار أمريكي سحق وما فتئ يسحق قدراتها، قبل أن يأتيها زلزال مدمر مكللا (ثالثة الأثافي).

هذه أقدم مدينة مأهولة على وجه البسيطة، وفقا لدراسات علم التاريخ، أضحت اليوم أكثر احتياجا وهي تلملم جراحها المتعمقة باطراد، ولأن لا أحد يطعم كما تفعل نساؤها، فقد وجدت ثلة منهن طريقهن إلى مطبخ (غني) مخصص لإطعام (فقراء) مدينتهن ممن منعتهم ظروفهم عن توفير الطعام لأولادهم,

بمؤازرة وزارة الشؤون الاجتماعية في سوريا، بدأت السيدات نشاطهن التطوعي مع مطلع شهر رمضان المبارك، ليحصدن نتائج غير متوقعة، إذ مهد حضورهن كنساء في هذا النشاط الخيري، الطريق أمام الكثيرات من أقرانهن المحتاجات ممن تعففن طويلا عن تلقي المساعدة التي يحتجنها بشدة منقطعة النظير، ولم يمنعهن من تلقيها سوى شعورهن بالحرج من الرجال الذين عادة ما يقومون على مثل هذه الأعمال الخيرية.

السيدة عزيزة قاوقجي، المتطوعة ضمن مطبخ خيري تم إنشاؤه في (حي الإذاعة)، تقول لـ "سبوتنيك" أن "الوجبات التي يتم تقديمها للمحتاجين، يتم تنويعها خلال الشهر الفضيل مع مراعاة كفايتها تبعا لعدد الأفراد في العائلة الواحدة".

سيدات حلبيات يطهين إفطار رمضان لفقراء مدينتهن

© Sputnik . Sohaib Omraya

وتضيف قاوقجي: "نراعي أيضا وجود الأطفال في العوائل المستهدفة وذلك من خلال الحرص على طهي وجبات محببة لهم، بما يشجعهم على الاستمرار في الصيام".

إلى جانب سيدات المنزل المتطوعات في مطبخ (حي الإذاعة)، تشارك مجموعة من الطالبات الجامعيات اللواتي يتطلعن إلى مساعدة مواطنيهن المحتاجين في شهر رمضان.

سيدات حلبيات يطهين إفطار رمضان لفقراء مدينتهن

© Sputnik . Sohaib Omraya

سناء قوجة، الطالبة الجامعية في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، والمتطوعة في المطبخ، عبرت لـ "سبوتنيك" عن "سعادتها بالعمل التطوعي واستمرارها بممارسته مذ كانت في المرحلة الثانوية".

وأضافت قوجة: "أنا ورفيقاتي، جميعنا طالبات جامعيات، نطهو للمحتاجين والفقراء في مدينتنا بكل محبة في هذا الشهر المبارك، ونتطلع إلى الأجر والثواب من عند الله".

مطبخ (حي الإذاعة) هو أحد 6 مطابخ خيرية أنشأتها وزارة الشؤون الاجتماعية السورية مع دخول شهر الصيام في محافظة حلب.

سيدات حلبيات يطهين إفطار رمضان لفقراء مدينتهن

© Sputnik . Sohaib Omraya

يقول المهندس محمد هيثم صباغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الخيرية في حلب، لـ "سبوتنيك": "نعمل ضمن فريق مبادرة (نتشارك بالخير) التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بهدف تكثيف الجهود في شهر رمضان المبارك لتقليص الآثار الناجمة عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها سوريا".

وأضاف صباغ: "حاليا، لدينا 6 مطابخ في المحافظة، نطهو من خلالها 19 ألف وجبة إفطار يتم توزيعها على السكان الأكثر احتياجا، وفي مقدمهم الأيتام والمعاقين وأسر الشهداء الذين قضوا في الحرب".

بطبيعة الحال، تشمل الظروف القاسية التي يعيشها السوريين عموما، طلبة الجامعات ممن باتوا بحاجة إلى أي مساعدة تمكنهم من مواصلة تعليمهم.

سيدات حلبيات يطهين إفطار رمضان لفقراء مدينتهن

© Sputnik . Sohaib Omraya

يؤكد رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في حلب أن مبادرة موازية بالتعاون مع جمعية (دوام النعم) وتستهدف توفير وتوصيل وجبة إفطار ساخنة لـ 500 طالب وطالبة من القاطنين في مدينة السكن الجامعي.

السيدة بدور داخل، رئيس مجلس إدارة جمعية "معا نرتقي"، رحبت بزيارة "سبوتنيك" إلى مطبخ (الإذاعة)، مشيرة إلى أن نشاط جميعتها "يستهدف توفير وجبات إفطار خلال شهر رمضان الفضيل، لعائلات الأيتام والسيدات المسنات فاقدات المعيل".

تطهو سيدات مطبخ (الإذاعة) وجبات إفطار جاهزة لنحو 259 عائلة يتم توزيعها في مواعيد محددة بعد ظهر كل يوم.

تضيف السيدة داخل: "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا، هنالك عوائل وسيدات مسنات يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين الطعام اليومي لأولادهم، ونحن بدورنا نقوم بتوفير هذه الوجبات التي يقوم على طهيها سيدات منازل متطوعات، ليتم توزيعها على العوائل المستهدفة عبر مجموعة طالبات جامعيات متطوعات".