هل تتراجع إسرائيل عن شن عملية عسكرية في رفح؟

أفادت وسائل إعلام غربية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين بأن إسرائيل "وافقت على أخذ المخاوف الأمريكية بشأن الهجوم المزمع على رفح في الاعتبار".

وذلك بعد اجتماع عبر الإنترنت مع مسؤولين أمريكيين لبحث "سبل بديلة للقضاء على مسلحي حركة حماس في جنوب غزة".

ونقل المصدر عن مسؤول أمريكي قوله إن الجانب الأمريكي، قدم مقترحات بديلة قالوا إنها ستحمي المدنيين في رفح، وأشار المصدر إلى أن "الاجتماع الذي استمر ساعتين ونصف الساعة انتهى إلى خطة لإجراء محادثات مباشرة لمتابعة القضية الأسبوع المقبل"، وأوضح الجانبان أنهما يشتركان في هدف هزيمة حماس في القطاع.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إن "إسرائيل لن تتراجع عن استكمال العملية في رفح بصرف النظر عن التوقيت، لأنها لجأت إلى الاستماع للخيارات البديلة التي عرضها الجانب الأمريكي في إطار الاتصالات الأخيرة".

وأشار إلى أن "الإشكالية الرئيسية هي عدم تقبل إسرائيل لما يطرح، وإسرائيل تشتري الوقت فحسب، وأن هناك نصائح أمريكية بإجلاء المدنيين لكن لا يوجد تناقض بين الطرفين اللذين اتفقا على العملية بشرط عدم المساس بالمدنيين ونقلهم إلى وسط وشمال القطاع، وبالتالي نحن في النهاية أمام إشكالية كبيرة مرتبطة بمسعى إسرائيلي لاستكمال دخول رفح وتصفية وجود حماس".

واعتبر فهمي أن "البدائل الأمريكية هي أمور نظرية تتعلق بإعادة تأهيل شمال القطاع وفتح منفذ بحري ومطار وإخراج قادة حماس من القطاع وإعادة الإعمار وتهيئة مناطق التماس وكلها أمور تبدو نظرية".

من جانبه، أوضح خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل أن "سيناريو الحرب الذي استمر لستة أشهر يؤكد أن هناك اتجاه مشترك بين إسرائيل وأمريكا لمحاولة التغيير الديمغرافي للمنطقة.

ولفت إلى أن أحداث أكتوبر هي النقطة التي اعتمد عليها الطرفان لتغيير الواقع والتمدد الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية".

وأكد الخبير أن "المخاوف الأمريكية ليست من أجل وقف العمليات، وهو ما بدا واضحا من خلال الفيتو المتكرر ضد وقف إطلاق النار، لكن رفح تضم أكبر كثافة سكانية في العالم وبالتالي فإن أي عملية عسكرية سوف تفجر الصراع، وقد تؤدي إلى عبور الفلسطينيين الحدود إلى مصر، ومن ثم تصدير الأزمة إلى دول الجوار".

وأوضح أن المخاوف الأمريكية كانت تتركز في هذا الشأن حيث يفتقر الجيش الإسرائيلي إلى الخبرة في حرب المدن الكثيفة التي يتميز فيها الجيش الأمريكي، وهو ما دفع وزير الدفاع الأمريكي أن يكون شريكا في غرفة العمليات الإسرائيلية خلال معركة غزة.

وأشار إلى "أن فرص الهدنة التي كانت تلوح في الأفق قبل رمضان لم تتحقق حتى الآن وبالتالي تحاول اسرائيل تأجيل العمليات إلى ما بعد عيد الفطر، وتقديري أن القوات الإسرائيلية ستدخل رفح قريبا" .

إعداد وتقديم: جيهان لطفي