هل تدفع توصيات الأمم المتحدة الدول الغربية لمراجعة مواقفها من تمويل الـ"أونروا"؟

أفاد تقرير مجموعة المراجعة المستقلة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بأن الوكالة وضعت عددا كبيرا من الآليات والإجراءات لضمان التزامها بالمبادئ الإنسانية، بالتركيز على مبدأ الحياد من خلال إطار عمل وعدد من السياسيات.

وأكد التقرير أن "الأونروا" تتبع نهجا للحياد أكثر تطورا من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية، وعلى الرغم من ذلك الإطار القوي، استمر ظهور قضايا تتعلق بالحياد، منها حالات عبّر فيها موظفون علنًا عن آراء سياسية، ووجود كتب مدرسية للدول المضيفة بها محتوى يثير القلق يُستخدم في بعض مدارس "الأونروا"، واتحادات عمال مُسيسة".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قبوله للتوصيات الواردة في التقرير، واتفق مع المفوض العام للـ"أونروا" فيليب لازاريني، على أن "الأونروا، وبدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي".

وناشد غوتيريش، جميع أصحاب المصلحة بتقديم الدعم الفعال للـ"أونروا"، باعتبارها شريان الحياة للاجئي فلسطين في المنطقة.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أمجد شهاب، إن "هناك عدة دول راجعت بالفعل موقفها من وقف تمويل أونروا لعدة أسباب أولها أنه لا يوجد بديل عن الأونروا، ثانيا أن إسرائيل لم تقدم أي أدلة مقنعة عن تورط موظفيها في عملية السابع من أكتوبر(تشرين الأول الماضي)، وثالثا لأن إسرائيل لديها أسباب سياسية تتعلق بعملية تصفية ملف اللاجئين".

وأشار إلى أن "ملف الأونروا سيرجع على الطاولة بشكل قوي خاصة مع استمرار الحالة الإنسانية الصعبة واستخدام سياسة التجويع ونقض المساعدات الإنسانية في غزة، وفي ظل الحاجة الماسة لسكان غزة لهذه المساعدات".

واعتبر أن "تسويق إسرائيل للقضاء على أونروا، بدأ يفشل بشكل كبير خاصة مع استخدام الاعتداءات واستخدام المدنيين كأداة في الحرب للضغط على المقاومة، وتعارض ما يجري مع قيم الدول الغربية مع تعرضها للرأي العام المحلي بحيث أصبحت لا تستطيع الاستمرار في نفس الخطاب السياسي مع تكشف الحقائق والجرائم الإسرائيلية بما يهدد القيم الأخلاقية للغرب".

وأكد الخبير في الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، أن "وكالة أونروا، من أهم المنظمات التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية والاعتراف بدولة إسرائيل، وكان الهدف منها إعادة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الداخل أو الخارج، ومن أهم القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة إنشاء لجنة مستقلة لمراجعة عمل أونروا، في مواجهة الاتهامات التي ادعت بها إسرائيل".

وأشار إلى أن "الكونغرس الأمريكي اتخذ قرارا بأنه لن يرسل مساعدات حتى عام 2025، ما يعني حجب 40 بالمئة من التمويل حتى ذلك الموعد".

وأكد أنه "من الصعوبة استبدال هذا الكيان الضارب بجذورة أو تعويضه بمنظمات أخرى، لكن هدف إسرائيل من هذا التحرك كان يستهدف التضييق على مساعدات أونروا بما ينعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين، ومن ثم تستخدم إسرائيل سياسة الأبواب المفتوحة للتهجير الطوعي".

إعداد وتقديم: جيهان لطفي