60 عاما برفقة آلته الكاتبة.. عكلة العجاج أقدم كاتبي العرائض في سوريا.. صور وفيديو

في مدينة صغيرة نسبيا يمكن للبشر أن يتحولوا مع الأيام إلى أحد معالمها، شأنهم في ذلك، شأن أشجارها وأنهارها وساحاتها ومبانيها القديمة.

في زاوية محايدة من محيط "السرايا"، وهو الاسم الشعبي للمقر الرسمي لمبنى محافظة الحسكة، ينكب العم عكلة حسين العجاج على آلته الكاتبة منذ قرابة 60 عاماً ، لتدبيج طلبات المواطنين إلى الجهات الرسمية.

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

© Sputnik . Atia Al atia

مع تتالي الأيام والسنين، أضحى الرجل الثمانيني جزءا حميميا من المكان والزمان، وصخرة قديمة صلبة يتكئ إليها سكان هذه المدينة الريفية في أقصى شمال شرق سوريا، ومقصدا لكل من يحتاج إلى المعاملات الرسمية، إذ ما أن تبرز حاجة لإتمام معاملة حكومية ما، حتى يلمع اسم العم عكلة في إذهان طالبيها، فهو الدليل والمرشد المحكم للطريق التي سيلكونها.

في وسط المدينة، يجلس العم عكلة إلى آلته الكاتبة في مكتبه الأشبه بدكان، يستقبل قاصديه من داخل المدينة وريفها، ليستكمل اليوم مسيرة عمله للعقد السادس في كتابة (العرائض)، أو ما يسمى (معقب المعاملات أو كاتب العرائض)، ومهمته الأساسية صلة الوصل بين المؤسسات الحكومية، وطالبيها خدماتها من المواطنين. مع اقتراب ذكرى "عيد العمال العالمي"، لا يجد المرء أجزل من العم عكلة للاحتفاء بمسيرة نضالية زاخرة بالقيمة الاجتماعية للعمل، بعدما بات صندوقا حافظا لكل ما احتاجه أبناؤها من معاملات رسمية أنجزها لهم على مدى سنين عمله.

1/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

2/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

3/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

4/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

5/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

6/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

1/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

2/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

3/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

4/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

5/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

6/6

© Sputnik . Atia Al atia

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

يبدأ العم عكله عمله في الصباح الباكر، ولا تغادر أصابع يديه آلته الكاتبة إلى ما بعد نهاية الدوام الرسمي للمؤسسات الحكومية المتمركزة في "السرايا" والتي تتمركز حولها. ورقة ورقة. نقرة نقرة على أزرار آلته الكاتبة، بعد الاستماع لحاجة الزبون بشكل دقيق، يدبج العم عكلة رسائل المعاملات والعرائض والرخص الزراعية وغيرها. وفور انتهائه من صياغة الرسالة، يسحب يديه عن آلته الكاتبة، قبل أن يشير إلى قاصديه من طالبي الخدمة الحكومية بمجموعة من النصائح التي استجمعها عبر خبرته الطويلة، حول المكاتب التي يتوجب عليهم زيارتها لاستكمال معاملتهم.

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

© Sputnik . Atia Al atia

يقول العم عكلة حسين العجاج لــ "سبوتنيك":

"باشرت عملي هذا بشكل رسمي منذ عام 1968م"، مضيفا: "أي قبل 60 عاماً تقريباً، وسبقها 4 سنوات عملت فيها لدى أقدم محامي مدينة الحسكة، المرحوم جورج حنوش، كعامل على الآلة الكاتبة ومتابعة الدعوى القانونية والمعاملات الرسمية لمراجعي مكتبه".

يضيف الرجل الذي يمكن تصنيفه كأقدم كاتب عرائض في سوريا: بدأت العمل ضمن (براكية صغيرة) بالقرب من مبنى السجن القديم في مدينة الحسكة، ومن ثم تم نقل مقر عملنا إلى جانب مبنى الخدمات الفنية ومبنى المحافظة، ليتم بعدها، وبأمر من محافظ الحسكة، استئجار محال خاص لنا، فانتقلت إلى محلي هذا منذ عام 1994م، وحتى يومنا هذا.

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

© Sputnik . Atia Al atia

لا تمر الأيام على نحو جيد بشكل دائم مع عمل العم عكلة، إذ لمهنته منغصات مثلها مثل سائر المهن الأخرى.

يشرح: "هناك قلة في عدد المراجعين نتيجة عدة أسباب أهمها: الحرب التي تعيشها البلاد، وقبلها كان لدينا مشكلة مع دخول التكنولوجيا (أي الكمبيوتر ومراكز الخدمة الحكومية)، ما أرخى بظلاله على مهنتنا من حيث تراجع الطلب على عمل الآلة الكاتبة".

رغم تأثر البيئة الاجتماعية لعمله تحت ضغط انتشار الحواسيب وتلطيف إجراءات الخدمات الحكومية، إلا أن الرجل الثمانيني لا يزال مصراً على الجلوس إلى آلته الكاتبة والعمل عليها، فإضافة إلى أنها مصدر رزقه الوحيد، فهو يجسد حياته التي أفناها حبا في خدمة المراجعين بأسعار زهيدة مكنته من بناء عائلته والعيش بسعادة نسبية.

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

© Sputnik . Atia Al atia

من جانبه مقاول البناء علي غزي، وهو أحد زبائن العم عكلة منذ نحو 40 عاما، حيث تجاوزت صلة الرجلين الجانب العملي إلى مستوى صداقة وطيدة.

يقول غزي لـ "سبوتنيك": "أتعامل مع عكلة منذ أكثر من 40 عاماً، جميع معاملاتي ومراسلاتي الرسمية أجريها عن طريق مكتب (عكلة العجاج) الذي يتصف بالأمانة والدقة والخبرة ومحبته لمساعدة الناس".

60 عاماً برفقة آلته الكاتبة.. "عكلة العجاج" أقدم كاتبي العرائض في سوريا

© Sputnik . Atia Al atia

بدوره مختار حي "البيطرة"، إبراهيم العرب، هو الآخر من زبائن عكلة.

يؤكد المختار العرب لـ"سبوتنيك" بأنه يتعاون مع مكتب عكلة العجاج منذ 15 عاماً، وذلك لما يمتلكه الرجل الكبير في السن من خبرة كبيرة في مجال القوانين والعرائض والكتب الرسمية، إضافة لدقته في العمل ورخص أسعاره وبدلاته المالية التي يتقاضها من المواطنين لقاء خدماته.