خبير: عين نتنياهو على جبهة سوريا.. وإيران سترد على كل من تعاون مع إسرائيل خلال "الوعد الصادق"

رأى الخبير في شؤون شرق آسيا، حسين باك، أن "ضغط بعض الوسطاء في الجولة الأخيرة من المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل في القاهرة على الجانبين، أدّى إلى تطورها وهذا ما رأيناه على المستوى الإعلامي بعد سفر مسؤولين إسرائيليين الى قطر والسعودية".

وقال باك: "التنازل سيأتي من الجهة المهزومة في الميدان والمتمثلة بالجانب الإسرائيلي، وحركة "حماس" منعت إسرائيل من تحقيق أهدافها، والجيش الاسرائيلي يعاني من الضغوطات الداخلية المتمثلة بالصوت المعارض، والخارجية لا سيما المرتبطة منها بالولايات المتحدة الأمريكية".

وأوضح في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "النقطة الوحيدة التي قد تتنازل عنها حركة "حماس" في المفاوضات تتعلق بأمد الهدنة، والوسيط المصري قدّم اقتراحاً جديداً يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، فيما التنازل الإسرائيلي سيشمل ملف الأسرى داخل السجون الإسرائيلية المحكومين بالمؤبد".

وأشار إلى أنّ "الأهداف الرئيسية لعملية "طوفان الاقصى" كانت تحرير الأسرى و"حماس" بعد ما دفعت ثمنا كبيرا في غزة لن تتنازل عن ملف الأسرى".

وأضاف أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً كبيرة من الوزراء المتطرفين وقوى المعارضة لحكومته من جهة، وضغط الشارع الإسرائيلي من جهة ثانية"، مشيراً إلى أنّ "جزءا كبيرا من الشعب والقيادات الإسرائيلية يعتقدون أنّ الحل الوحيد للإفراج عن الأسرى يكمن بوقف إطلاق النار، مقابل مقاربة نتنياهو الذي يحتاج إلى إنجاز، وقد يذهب إلى تنفيذ اغتيالات".

وحول تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي دعا إلى التكامل الدفاعي بين دول الخليج لمواجهة إيران، قال: "بعد طوفان الاقصى رأينا أن هناك قوّة مقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني ورأينا كيف تم تفعيل مبدأ وحدة الساحات وباتت الشعوب مقتنعة أنّ لا تهديد من إيران، ونحن اليوم في إطار التوافق بين إيران والسعودية وهو بداية للتوافق الأوسع في الخليج ولكن "طوفان الأقصى" شغل الجميع".

واعتبر باك أّنّ "الرّد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق أكّد قدرة إيران على الوقوف بوجه إسرائيل بشكل منفرد".

وأضاف: "محور المقاومة وحلفاء إيران في وضع متقدم اليوم في المنطقة، فهم يفرضون شروطهم على المحور المقابل وليس العكس، والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن وبعض الدول الأخرى ساعدت إسرائيل في ردها على "الوعد الصادق"، وهذا التعاون له مستويات عدة، مستوى أمني وآخر استخباراتي وآخر ميداني، والرّد الإيراني سيكون بحسب مستوى التعاون مع الجيش الإسرائيلي"، لافتاً الى أنّ "التنسيق في سوريا مع الحليف الروسي وقوات "المقاومة" في أفضل أحواله".

وأعلن عن "تطورات كبيرة ميدانياً ستظهر في القريب العاجل لهذا التنسيق وخصوصاً في جنوب وشمال البلاد أي في مناطق الاشتباك مع الجماعات المسلحة، وقد يلجأ نتنياهو إلى التقدم في جبهة سوريا، وذلك بهدف تحقيق إنجاز وهمي، والعين يجب أن تبقى على الجولان السوري والمناطق الحدودية".

وحول العلاقة بين روسيا وإيران قال باك: "منذ بداية الثورة الإسلامية، العلاقات الإيرانية الروسية جيدة جداً لكنها تطورت في السنوات الأخيرة، خصوصاً على الصعيدين العسكري والأمني، والمشاركة في سوريا بمواجهة الإرهاب أثمرت نتائج مهمة جداً، واليوم نحن في الخط الأول لمواجهة "الناتو" وهناك نقاط مشتركة بيننا في هذه المواجهة، وموسكو لعبت دورها في المنطقة بشكل جيد في الفترات الأخيرة، وخصوصاً أنّها ساهمت بشكل كبير في التقارب الإيراني السعودي على غرار الدور الصيني وهذا التقارب له نتائج على الأرض في اليمن".

وعن المفاوضات الإيرانية الأمريكية في سلطنة عمان، شدّد باك على أنّها "غير مباشرة وتحديداً بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وأهم البنود في هذه المفاوضات هي رفع العقوبات عن إيران".