وتعتبر مشاركة "حزب الشعوب" هي الأولى من نوعها كتكتل حزبي موحد لأكراد تركيا، حيث كانوا يخوضون الانتخابات السابقة كمرشحين مستقلين، وصحت توقعات بتأثير هذا الحزب على فرص الحزب الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان.
توحيد التكتلات الكردية:
القومية الكردية واحدة من أقدم القوميات في منطقة الشرق الأوسط، وهم يتركزون في تركيا والعراق وإيران، ويبلغ تعداد أكراد تركيا ما يقرب من 20 مليون نسمة، ويطلق عليهم "الكرد" أو سكان "كردستان الشمالية"، ويتمركزون في المناطق الواقعة شرق وجنوب شرق البلاد، وينتشرون في محافظات أرزنجان، أرضروم، قارص، ملاطية، ديرسم، آلعزيز، جَولك، موش، آغري، باطمان، آدييَمان، ديار بكر، سيرت، بدليس، وان، أورفا، عنتاب، مرعش، ماردين، جولامريك، شرناخ، كما يتواجدون بكثافة في أنقرة وقونية كايسري وأزمير وميرسين واسكندرون، وفي إسطنبول.
ويرى الكاتب الصحفي، رئيس تحرير نشرة "المشهد التركي"، ماجد عزام، في حديث لـ سبوتنيك"، أن التكتلات الكردية توحدت في حزب "الشعوب الديمقراطي"، بهدف تجاوز حاجز الـ 10 بالمائة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن ذلك يعني صعوبة حصول "العدالة والتنمية"، الذي يتزعمه أردوغان على نسبة الثلثين المطلوبة لصياغة دستور في البرلمان، أو أن يذهب إلى استفتاء على دستور جديد.
ويرى عزام أن حزب الشعوب، وهو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، وفي المناطق الكردية يتصرف كحزب كردي، كما يتبنى خطاباً يسارياً في المناطق التركية الأخرى، معتبرا أن شعبية الحزب يمكن أن تأتي على حساب "الشعب الديمقراطي"، الذي يمثل اليسار.
وأضاف أن تمثيل حزب "الشعوب الديمقراطي" في البرلمان، إنما يعني اندماج الحزب في الحياة السياسية التركية، ويساهم في التوصل إلى تسوية، معتبراً أن تمثيل الأكراد في البرلمان كحزب لا يمكن اعتباره خطوة في اتجاه حكم ذاتي كردي في البلاد، مضيفاً أن عدم حصولهم على نسبة الـ 10 %، ربما يتسبب في خلق مزيد من المشاكل والتوترات وعرقلة عملية التسوية.
"الشعوب الديمقراطي" وتأثير على "العدالة والتنمية":
يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التركي، مصطفى أوجان، أن حزب الشعوب الديمقراطي هو رابع الأحزاب التركية، بعد العدالة والتنمية، والشعب الجمهوري، والحركة القومية التركية، مضيفا أن الشعب الكردي بات، إلى درجة كبيرة، مسيسا خلال المرحلة الأخيرة.
وأضاف أن هناك نقطتين محوريتين، في مشاركة الأكراد في الحياة السياسية، موضحا أن بعض الأحزاب والقوى السياسية رأت ضرورة انخراط الأكراد في الحياة السياسية، بعد التخلي عن العمل المسلح ضد الحكومة التركية، متسائلا عما إذا كان الحزب قادرا على تجاوز حاجز الـ 10 % المطلوبة للتمثيل في البرلمان؟.
يرى أن الشعب الكردي منقسم على نفسه، موضحا أن هناك من يدعم حزب الشعوب الديمقراطي، ومنهم من يؤيد حزب العدالة والتنمية، الحاكم، وحزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيسي.
وأوضح أن تجاوز الحزب الكردي لحاجز الـ 10 % ودخول البرلمان كحزب كردي، سيكون خصما من الأصوات المؤيدة لحزب العدالة والتنمية، وسيقلل من مقاعد الحزب الحاكم في البرلمان، موضحا أن بعض اليساريين يؤيدون حزب الشعوب، بهدف تفتيت الأصوات وعدم حصول الحزب الحاكم على الأصوات الأغلبية المريحة في البرلمان.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)
