وإليكم نص الحوار
سبوتنيك: تحتفل الدولة الروسية بعيد النصر على الفاشية، كحزب مشرقي ماذا يمثل لكم هذا اليوم؟
نحن نرى القيم التي نعيش عليها اليوم هي قيم ناضل من أجلها الملايين من الناس، مات من أجلها الملايين من الناس في هذه الحرب. وكانت نتيجتها الانتصار في 9 أيار(مايو) 1945، فإذاً هذا اليوم بالنسبة لنا يوم عظيم جداً، يوم يجب أن تتعلم منه البشرية مدى التضحيات التي قدمتها من أجل أن تبقى على قيمها.
سبوتنيك: كيف أحيى حزب المشرق هذه الذكرى؟
خوري: قام الحزب هذه السنة بتوزيع شارة النصر على النازية (شارة القديس جاورجيوس)، وهي دليل على "ما يربط المشرق بروسيا" من اتحاد في المشاعر والشعائر. للمشرقيين دوراً هاماً في إنقاذ روسيا من هتلر، وذلك حين صلت كل الكنائس الأرثوذكسية المشرقية على نية إنقاذها من هجوم النازية عليها. ونتذكر بالكثير من التأثر قصة مطران جبل لبنان إيليا كرم، الذي صام وصلى لثلاثة أيام في مغارة سيدة النورية في شكا على نية إنقاذ روسيا من هتلر، فظهرت له والدة الإله منبئة بهذا الانتصار، قبل سنوات من حدوثه. وقد راسل المطران ستالين آنذاك طالباً منه تطواف الجيش بأيقونة سيدة قازان، وهي ستكون كفيلة بالتحرير، وهذا ما حصل…
سبوتنيك: كيف تقرأون الدور الروسي في محاربة الإرهاب؟
الدور الروسي اليوم، دور في الحقيقة يوازي الدور التاريخي الذي قامت به روسيا خلال الحرب العالمية الثانية للقضاء على أفكار العنصرية الفاشية والنازية، بمواجهة الإرهاب اليوم الدور نفسه التضحيات نفسها… الدور السياسي والعسكري نفسه الذي قامت به روسيا لإنقاذ البشرية من عنصرية النازية في القرن الماضي، هي تقوم به اليوم في مواجهة الفكر الإرهابي الذي لا يقل خطراً أبداً عن أفكار هتلر وموسيليني في القرن الماضي. إذاً روسيا تدفع الثمن اليوم، روسيا… يهاجمها الإرهابيون، وروسيا تواجه، هي تحارب والغرب للأسف بدل أن يقف معها وأن يدعمها في هذه الحرب الشريفة، هذه الحرب المقدسة، إذا جاز التعبير، في مواجهة الإرهاب، بدل أن يقف بجانبها وأن يساندها وأن يدعمها، للأسف هو يقوم بمحاصرتها ومحاولة إذلالها. ولكننا أكيدون أن الشعب الذي هزم نابليون، الشعب الذي هزم هتلر، الشعب الذي هزم قيم الفاشية القائمة على رفض الآخر، هو شعب يستحق الحياة وهو شعب لن يهزم وهو شعب اليوم سيهزم الإرهاب وسينتصر…
أجرى الحوار: زهراء الأمير
الخوري كان مؤخراً في موسكو، حيث شارك في مؤتمر مجموعة "روسيا والعالم الاسلامي ــ استراتيجية لمواجهة التطرف"، وكانت له مداخلة هناك، وفي تعليق له حول هذا الموضوع قال "العالم الإسلامي يرى أيضاً في روسيا حليفاً شريفاً، صادقاً وفعالاً لمواجهة التطرف… هذا التطرف الذي تدفع ثمنه الشعوب الإسلامية قبل غيرها، ولا بد من مواجهته والانتصار عليه ".