وأكدت سهى بساط، أن المشكلة الأساسية التي تحرم الأطفال من التعلم هي عمل الأطفال بسبب الحالة الصعبة التي يمر بها اللاجئين السوريين في لبنان.
إليكم نص الحوار:
سبوتنيك: ما هو عدد أطفال اللاجئين السوريين المسجلين وغير المسجلين في المدارس اللبنانية؟
بساط: في لبنان تم تسجيل 200 ألف طفل غير لبناني في المدارس الرسمية اللبنانية وهذه السنة سيزداد العدد 45 ألف طفل ليصل الرقم إلى 245 ألف طفل مسجل.
نحن نؤمن كمنظمة بإطار استراتيجية إيصال الحق في التعليم للجميع التي تترأسها وزارة التربية اللبنانية، تسجيل أكبر عدد ممكن من الأطفال ونأمل من الدول المانحة أن تكون معنا لنستطيع الوصول الى الجميع. اليوم الأرقام التي تقول أن تقريباً هناك 500 ألف طفل في عمر الدراسة، نحن اليوم نؤمن نصف العدد الموجود.
المشاكل التي تواجهنا كبيرة خاصة المشاكل المتعلقة بالفقر والحرمان الذي يعيشه اللاجئون السوريون المتواجدون على الأراضي اللبنانية، الأمر الذي يمنع العائلات من إرسال أولادهم إلى المدارس، المشكلة الكبيرة هي عمل الأطفال… الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة يتواجدون في الحقول وعلى الطرقات، هذه السنة حملتنا قوية على كل المستويات، وعلى الأرض هناك فرق يشجعون السوريين على إرسال أولادهم إلى المدرسة. ونحن لا نستطيع أن نمنع الأهالي من تشغيل أطفالهم ولكن على الأقل تركهم يعملون في الصباح حتى يستطيعوا الذهاب إلى دوام بعد الظهر المفتوح للطلاب السوريين في المدارس الرسمية.
سبوتنيك: كيف تعاونت منظمة "اليونيسف" مع وزارة التربية ومع باقي المنظمات على صعيد تعليم أطفال اللاجئين السوريين؟
بساط: أعتبر أن المنظمات الدولية والمحلية تقدم الدعم المالي واللوجستي لتمكين الأطفال والشباب المتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و 13 سنة ليستفيدوا من التعليم، وزارة التربية فتحت كل المدرس الرسمية وزادت أعداد المدارس التي تستقبل أطفال اللاجئين السوريين هذه السنة، وهذا عمل جبار، ونتأمل أن يستمر الدعم المالي، إذ أنه كل ما ازداد الدعم المالي كلما ازداد عدد الأطفال المتعلمين.
سبوتنيك: هل المدارس اللبنانية تعلم المنهاج اللبناني أو السوري لأطفال اللاجئين السوريين؟
بساط: المدرسة الرسمية تعطي المناهج اللبنانية، بينما هناك مدارس غير حكومية من الممكن أن يدرسوا المنهاج السوري ولكن هذه المدارس غير معترف بها إذا رجعوا إلى سوريا.
سبوتنيك: هناك العديد من اللاجئين السوريين يأخذون حصص دراسية في الخيم ضمن التعليم غير النظامي هل هذه الحصص كافية لتعليمهم؟
بساط: التعليم غير النظامي يتضمن دروس دعم مدرسي أو دروس لتحضيرهم للدخول إلى المدارس الرسمية، نحن نعمل على تحضير الأطفال للدخول إلى المدارس الرسمية لكي لا يتركوا المدرسة، نحن هدفنا ليس فقط تسجيل الأطفال في المدرسة ولكن هدفنا أن يكملوا تعليمهم في المدرسة.
سبوتنيك: ما هي التحديات التي تواجه منظمة "اليونيسف" على صعيد تعليم أطفال اللاجئين السوريين؟
بساط: التحديات كثيرة منها عملية التمويل، مع أن الدول المانحة ومنظمات الأمم المتحدة قدموا جهودا جبارة لكي يغطوا أكبر عدد ممكن من اللاجئين، والتحدي الثاني هو متابعة الأطفال لتعليمهم لأن هناك العديد من الأطفال يتركون المدرسة، ثالثاً عمل الأطفال، لأن ظروف اللاجئين السوريين صعبة والأهالي لا يستطيعون العمل في لبنان، ليصبحوا الأطفال هم المعيلين للعائلات لأنه لا يتم توقيف الأطفال في لبنان، لذا التحديات بالنسبة لنا إقناع الأهل الذين يدفعون أولادهم للعمل أن يؤمنوا الأولاد بدوام بعد الظهر في المدرسة حتى لا يكون "ولد ضائع".
سبوتنيك: ما مدى خطورة بقاء اللاجئين السوريين من دون تعلم؟
بساط: "جيل ضائع" هذه من أكثر المشاكل التي تواجهنا واليونيسف تبذل جهداً كبيراً في هذا الملف لأننا نعتبر أن كل ولد في المدرسة هو ولد غير ضائع وفي المستقبل سيرجع إلى سوريا ويلعب دور أساسي في تنمية البلد.
أجرت الحوار: زهراء الأمير الأمير