إليكم نص الحوار:
سبوتنيك: ربيع مروة عازف فلوت ومؤلف موسيقي ومسرحي لمع اسمك في لبنان وفي أوروبا خاصة بفضل أعمالك المسرحية، هل أن المسرح يستهويك أكثر من الموسيقى؟
مروة: بالأساس أنا مسرحي، ودرست اختصاص مسرح والموسيقى هواية، كنت أريد أن أصبح موسيقيا في حياتي ولكن لم أقدر، هذه الهواية طورتها كثيراً مع الوقت، وأحب أن تظل هواية وأن لا تتحول مهنة.
سبوتنيك: قلت يوماً "هدفي من عملي في المسرح أن أدفع الناس الى التفكير بعيداً عن الانجراف وراء المشاعر"، كيف تحقق هذا الهدف؟
مروة: بالحقيقة لا يمكن أن يبعد الإنسان عن المشاعر، والمقصود هنا هو أن لا تغلب المشاعر والعواطف الفكر والعقل، وذلك لإعطاء المتفرج وحتى المسرحي القدرة على خلق مسافة من الموضوع المتناول أو المعروض، بشكل يمكن أن ينتقده ليكون رأي خاص فيه، بعيداً عن ردأت الفعل العاطفية (البكاء، الضحك، الغضب…)، أحاول أن أبعد عن هذه المسائل ولكن لا يمكن للشخص أن يلغيها، ولكن يجب أن نترك دائماً للجمهور الحق في التفكير..
سبوتنيك: أنت في لبنان اليوم للمشاركة في احتفالية "مسرح المدينة" بعد 20 سنة من تأسيسه، كيف ترى المسرح في لبنان اليوم؟
مروة: وضع المسرح اليوم في لبنان ليس في أحسن حالاته، هناك نهضة صغيرة بدأت بالمسرح ولكن للأسف لا توجد مسارح لتستقبل عروضا مسرحية، الأماكن والفضاءات الفنية تقل في لبنان، لذلك أنا أرى هذه الاحتفالية بمسرح المدينة هي مهمة لأن 20 سنة بعمر بيروت وبعمر مدينة مثل بيروت، وشروط إنتاج أو الحصول على دعم مالي من الدولة أو من مؤسسات خاصة صعب كثيراً، هناك العديد من المسارح التي تفتح وتقفل بسبب عدم إيجاد دعم مادي.
بطريقة ما هذه الاحتفالية تذكرنا بفشلنا، المسارح تقل وهذا ودليل فشلنا كلبنانيين، والدولة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية، لأن الدولة مع كل الفساد الموجود والهدر المالي، تذهب الأموال إلى أماكن غير معروفة، وبالتالي لو تم ضبط كل هذه الملفات، وتم إلغاء المحاصصات الطائفية، بالطبع الجو الثقافي والحركة الفنية في لبنان ستنشط، ولكن طالما أن الأموال تذهب وفق مبدأ المحاصصة للطوائف والطوائف توزعها على الفنانين الطائفيين بالتالي لا تصل للفنانين الذين هم يعملون بالحقل الفني أو الثقافي.
سبوتنيك: هل أعطاك وطنك الأم لبنان حقك كفنان متعدد المواهب مثلما أعطتك أوروبا شهرة واسعة؟
مروة: منذ 10 سنوات وقبلها عملت 15 سنة الآن استطعت أن أعيش من المسرح، في السابق عملت الكثير في المسرح ولكن لم أكن أستطيع أن أعيش من المسرح كمهنة، كانت لدي وظيفة بدوام يومي 8 ساعات، أخذت معي أكثر من 15 عاماً لتحقيق حلم لطالما كل فنان وكل مسرحي وأديب يحلم به، وهو أن يعيش من عمله الذي يحبه، خاصة إذا كان العمل بالمجال الفني والثقافة.
سبوتنيك: لك مشاركات سنوية ودائمة في مهرجانات عالمية خاصة في برلين وفرنسا، ما هو شعورك؟
مروة: هذا مهم كثيراً ويسعدني أن أشارك في مهرجانات مهمة بالعالم لسبب مهم وهو أنني ألتقي بفنانين ومسرحيين وأجد نقاطا مشتركة من غير دول، وهذا يسمح لي بالحوار والتلاقي مع العديد من الأشخاص وأرى الكثير من الأعمال الأخرى، وهذا بحد ذاته إلهام، ويحفز على العمل، هنا في لبنان لا توجد محفزات…
سبوتنيك: هل شاركت في مهرجانات روسية؟
مروة: نعم، شاركت بمعرض في روسيا، وهناك دعوات كثيرة ولكن الوقت لم يسمح لي.
سبوتنيك: كان لك موقف داعم لما يسمى الثورات العربية وخاصة في سوريا، هل مازال هذا الدعم أم تبدل؟
مروة: كنت مع مطالب الشعب الذي يطالب بالحرية والديمقراطية ولا زلت مع هذه المسائل، ولكن للأسف الانتفاضات وما يسمى بالثورات التي حصلت في الدول العربية انحرفت وتحديداً في سوريا… إلى أين ذهبت الثورة…
سبوتنيك: ما مدى أهمية المسرح في أي بلد؟
مروة: المسرح مهم ولكن ليس كأداة إيديولوجية، المسرح هو مكان للتفكير، والنقاش والتحاور وليس لطرح مسائل معقدة، المسرح هو مكان للفنان ليستفز نفسه وأفكاره ويضعها على طاولة البحث أمام الجمهور ليشارك الجمهور بأسئلته وأفكاره.