من جديد تهدد فرنسا الحكومة السورية بالرد إذا ثبت استخدامها أسلحة كيمائية في سوريا، وهذه المرة على لسان وزير الخارجية جان إيف لودريان الذي قال إن بلاده سترد إذا ثبت استخدام أسلحة كيميائية في سوريا أدت إلى سقوط قتلى.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تحدث عن نفس الأمر أكثر من مرة وهدد بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا إذا ثبت استخدام السلاح الكيماوي.
وفي حوار مع العميد علي مقصود، الخبير العسكري والاستراتيجي في برنامج "بوضوح"، قال "إن هناك تصعيدا فرنسيا دبلوماسيا يحمل تهديدا لسوريا إذا ثبت استخدامها للأسلحة الكيماوية حيث أن فرنسا تبحث عن دور لها في الأزمة السورية. وأضاف مقصود " أن أمريكا تريد أن تقف في الخلف وتكون فرنسا وبريطانيا في الواجهة تقودان ضغطا على الحكومة السورية والهدف الاساسي لفرنسا ان يكون لها موطئ قدم ودور في الازمة السورية على اكثر من مسار لاثبات وجودها على الساحة السياسية."
وفي سؤال حول إمكانية إجراء تحقيق مستقل للتأكد من صحة استخدام الحكومة السورية للكيماوي من عدمه ولماذا لم يجر هذا التحقيق، قال علي مقصود "إن هذا هو الأسلوب الذي يمكن الدول الكبرى للذهاب إلى سيناريوهات الاعتداء والتدخل في الدول العربية دون إظهار الحقائق فعندما يكون هناك لجنة دولية مختصة وحيادية لتظهر الحقائق فسوف تكشف مدى الكذب والنفاق الذي تمارسه هذه الدول".
من جانبه، قال عباس الحاج، الكاتب والمحلل السياسي، "إن تكرار الموقف الفرنسي هو محصلة لما آلت إليه الأمور في سوريا لأن أي مراقب للموقف الفرنسي يعي تماما أن ما يحدث في الغوطة الشرقية لا يمكن السكوت عنه بغض النظر عن الجهة التي تتعرض للقصف سواء مدنيين أم تنظيمات إرهابية فالموقف الفرنسي كان واضحا تحت سقف الأمم المتحدة، و المواقف التي اتخذتها سواء على لسان وزير الخارجية الفرنسي أو بيان الإليزيه في حال ثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية هى مواقف واضحة وسيكون هناك ردا قاسيا بأوجه متعددة عسكريا أو دبلوماسيا من جميع الأطراف الغربية سواء أمريكا أو فرنسا أو أطراف أخرى".
وأضاف الحاج أن المعضلة تكمن في السؤال حول الجهة التي ستقوم بالتحقيق مع الحكومة السورية في استخدامها للسلاح الكيماوية غير الأمم المتحدة.
وأخيرا أكد الحاج أن الموقف الفرنسي واضح ومستقل و ينبع من السياسة الفرنسية الجديدة، والتناغم في المواقف بين فرنسا وأمريكا ما هو إلا ترتيب لمستقبل سوريا. ففرنسا تتحرك في أكثر من اتجاه فهي أيضا تتحرك مع موسكو وإيران لبلورة صيغة معينة تكون حلا للأزمة السورية.
اعداد و تقديم/ نوران عطاالله