لكن، في ظل عدم وجود لقاح أو دواء فعال لهذا الفيروس، وفي ظل الغموض حول الفترة الزمنية التي قد يستغرقها العالم للقضاء عليه، ووسط تحذيرات أممية من تأثر الأمن الغذائي للدول، يبرز السؤال الأهم وهو كم من الوقت تتحمل دول العالم هذا الإغلاق الاقتصادي المستمر؟
في هذا الصدد، قال بيير الطاقة والمحلل الاقتصادي محمد عبد الرؤوف:
إن انتشار فيروس كورونا في معظم أنحاء العالم سبب أكبر مشكلة إقتصادية معقدة وصعبة وغير مسبوقة شهدها العالم بعد الكساد الاقتصادي الذي حدث في 2008، وتكمن المشكلة هنا في وجود أزمة في العرض والطلب العالميين بسبب وقف جميع التعاملات سواء البحرية أو الجوية أو البرية، إضافة إلى توقف الموردين والمنتجين عن تقديم الخدمات أو المعاملات التجارية تبعا للإجراءات الاحترازية المتبعة في الدول.
وأضاف أنه إذا طال أمد أزمة فيروس كورونا لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر، فسيشهد الاقتصاد العالمي حالة كساد وركود بشكل كبير وستتعرض إقتصاديات الدول لانهيار سيمتد أثره لسنوات طويلة، كما تابع قوله إن الدول الأكثر تأثرا بمدة الإغلاق هى الدول التي لم يكن لديها إنتاج محلي، والتي تعتمد على الاستيراد بشكل أكبر.
في نفس السياق ومن الناحية السياسية وحول حديثه عن الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الدول العربية، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د/ رائد المصري:
إن البلدان الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حتى اليوم باتت عاجزة أمام تفشي فيروس كورونا ولكن نسبيا وعلى مستوى العالم العربي، فتعد الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل الأخيرة مقبولة نسبيا بالرغم من أنه كان ضروريا أن يكون والنظام الصحي والمستشفيات محصنة ومستعدة بشكل أكبر من ذلك.
وأضاف أن «الأمن الغذائي مسألة مهمة للغاية والدول أصبحت تشهد معادلات جديدة على المستوى العالمي، وبالتالي فيجب على الدول العربية أن تعتمد على الإنتاج الذاتي وانتهاج سياسة مختلفة خاصة وأن جميع الدول أغلقت حدودها القومية وفقا للإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا.»
للمزيد تابعوا حلقة «بوضوح» لهذا اليوم...
إعداد وتقديم: نوران عطاالله