إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يبدو أن الأمور الحربية والقتالية الدائرة حالياً بين قوات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني الموالية لها من جهة، والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من جهة أخرى، وصلت إلى أقصى درجات المواجهة والعنف وخاصة على جبهتي جسر الشغور وإدلب وتدمر.
إذا ما تابعنا الأحداث التي جرت مؤخراً، بعيدا عن جبهة القلمون التي استطاع الجيش العربي السوري مع المقاومة إخمادها خلال أيام قليلة، ومازال يتابع تنظيف المنطقة من المجموعات الإرهابية، وصولا إلى عرسال وماحولها، نبقى بانتظار المرحلة القادمة التي لا أحد يدري كنهها، خاصة في ظل وجود دعم من بعض القوى الإسلامية والسياسية في لبنان ورفضها تدخل الجيش اللبناني أو المقاومة في هذه الجزئية من الصراع
طبعا الحديث هنا يطول ومتشعب ويحتاج إلى الكثير من التحليل والدقة والمعلومات حتى يمكن الوصول إلى تقييم واقعي منطقي لما يجري فعلا، وبالعودة إلى الجبهتين الأكثر سخونة الآن، ونبدأ من جسر الشغور، الجبهة التي استطاع الجيش العربي السوري السيطرة عليها بشكل واسع، وتكللت بفك الحصار عن حامية المشفى وإخراج قوات الجيش السوري والجرحى من هناك بطريقة لم يستطع أحد حتى الآن معرفة تفاصيلها انطلاقا من الحصار المطبق عليهم من قبل عناصر "داعش" منذ أكثر من شهر، والذي شكل صدمة كبيرة لعناصر "داعش" وقياداته وللجهات الداعمة لهم في تركيا ودول الخليج، وصولا إلى دول التحالف الغربي الذي لا يسمع أحد منه إلا جعجعة بدون طحين ما يعني أن الجيش السوري يتبع استراتيجية جديدة لم تكن في حسبان هذه المجموعات ومن يخطط لهم. وبالانتقال إلى جبهة تدمر نرى أن "داعش" سيطرت عليها وسارت بطريق القتل والذبح والتدمير كعادتها في أي منطقة تدخل إليها مع صمت مطبق وغياب أي بيان عسكري سوري رسمي حول هذه الجبهة، باستثناء بعض المواقف الرسمية وغير الرسمية التي تنادي العالم لانقاذ هذا الإرث الحضاري العالمي، وليس لمحاربة "داعش" التي يتكفل بها الجيش العربي السوري.
لكن اللغط الذي دار حول هاتين الجبهتين وصلة الوصل بينهما، وصولا إلى الرمادي في العراق وما يجري فيها من تطبيق نفس الصورة على أرض الواقع في منطقتين مختلفتين، ولكن متصلتين جغرافيا من نفس الجهة وبنفس الطريقة، يدعو المرء إلى البحث عن أجوبة لتساؤلات كثيرة حول كيفية خروج الجيش السوري آمنا من مشفى جسر الشغور، وكيف لداعش أن يطيق السيطرة بنفس الوقت على تدمر والرمادي رغم تقهقره في جبهات أخرى أهمها القلمون؟ وما هو دور التحالف الدولي في مواجهة "داعش" والذي لا نرى من نتائجه أي شيء؟
هل فعلا يتبع الجيش العربي السوري تكتيكا محيرا تجاه مجريات الأحداث، أم بالفعل وقعت مقايضات بين الانتصار في جبهة جسر الشغور والانسحاب من تدمر؟ وهل إذا ما تحقق النصر في سوريا، سيكون له الأثر الواضح في تحقيق الاستقرار في المنطقة؟ أم أنه يعتبر انتصارا جزئيا لن يحد من خطر التمدد الداعشي كالنار في الهشيم على مستوى المنطقة والعالم؟
هذه الأسئلة وأسئلة أخرى، نطرحها اليوم على الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن
