وخلال السنوات الأربع الماضية، استمرت حالة الكر والفر بين الجهتين، مع المحاولات البائسة للدول الداعمة لهذه المجموعات وعلى رأسها تركيا وإسرائيل وبعض دول الخليج بقيادة أمريكية خالصة لكسر التوازن الاستراتيجي مع الجيش السوري، من خلال تقديم الدعم العسكري واللوجستي والتسليح بكافة أنواع الأسلحة وأكثرها تطورا للمجموعات الإرهابية من قبل هذه الدول.
لكن الأمر الأن أصبح أكثر شراسة بعد مرحلة من الهدوء الحربي والنسبي والخسارات التي منيت بها هذه المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة من الجمهورية العربية السورية، وبالتحديد على جبهتي إدلب وجسر الشغور وما يقربها من جبهات الشمال وجبهة القلمون، في الوقت الذي كانت فيه هناك عمليات متسارعة للتحضير وتسخين الجبهة الجنوبية بعدة محاولات، تحضيراً لعملية الهجوم على دمشق ومحاصرتها وإسقاط الحكومة، حيث استمر وبشكل حثيث التحضير والتدريب لعناصر المجموعات الإرهابية وبأعداد كبيرة في الأردن برعاية أمريكية إسرائيلة وخليجية مباشرة، على الرغم من الأصوات الرسمية وغير الرسمية والشعبية الأردنية التي طالبت الحكومة الأردنية عدم زج الأردن في هذه الحرب التي قد تودي بالبلاد إلى طريق مجهول. ومن جهة ثانية، عملت إسرائيل على تسعير جبهة الجولان السوري المحتل وتحديدا في القنيطرة، واستمرت في تقديم الدعم وإسعاف المصابين من المجموعات المسلحة إلى المشافي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا بل ذهبت إسرائيل الى أبعد من ذلك، حيث حاولت إثارة الشغب في هذه المناطق ومنها السويداء على أساس طائفي لفصل هذه المناطق بفعل داخلي ذاتي عن الوطن الأم سوريا. لكن كالعادة باءت هذ المحاولة بالفشل التام، وهبّ أبناء سوريا في هذه المناطق، شعبياً وسياسيا ودينيا، وأصدروا البيانات التي ترفض هذا التدخل السافر من قبل إسرائيل، وعبروا عن ثقتهم بالجيش السوري وعدم قبولهم الحماية من أي كان، لا بل قام أبناء هذه المناطق بحمل السلاح معبرين عن استعداهم للقتال ضد كل من يعتدي على وطنهم وشعبهم.
وهنا عادت المجموعات المسلحة ومن وراؤها إلى المربع الأول، وبادرت بالانتحار العسكري والقيام بعمليات مباغتة لعلها تحقق شيئا، وخاصة في منطقة عين العرب وبمساعدة تركية كما جرت العادة، وفي درعا بمساعدة ودعم أردني عبر الحدود الأردنية السورية. ولكن كما اتضح أن هذه العمليات لقيت مواجهة عنيفة من الجيش السوري الذي دحرهم وقضى على أعداد كبيرة منهم ودمر لهم عددا كبيرا من الآليات الحربية التي استخدموها في عملية اقتحام درعا.
هنا الحديث يطول جدا عن الأحداث والمعارك الجارية وطبيعتها في كل منطقة من مناطق المواجهات بين الجيش السوري والمجموعات الإرهابية المسلحة.
لكن مالذي يمكن تخمينه للمرحلة القادمة، وماهي الارتدادات القادمة على جميع الجبهات، وكيف ستحسم ؟ وما الهدف من إشعال جبهة الجنوب بشكل عشوائي، والذي كانت نتائجه كارثية على المجموعات المسلحة ومن ورائها؟
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا.
اعداد وتقديم: نواف ابراهيم
