وتحوّل ما كان يسميه العالم المتحضر بالثوار وتحديدا في سوريا التي صرح مسؤولوها السياسيون والعسكريون مرارا وتكراراً منذ بداية الأزمة، أن ما يجري هو أعمال إرهابية تقوم بها مجموعات إرهابية مسلحة تنفذ أجندات خارجية، من أجل تدمير دول المنطقة ومقدراتها وبالتحديد سوريا التي دخلت الأحداث فيها عامها الخامس، ولم يحرك العالم ولا حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ساكنا، ولم يعط أي أهمية لما قدمته سوريا من اثباتات دامغة حول أن ما يجري هي عمليات إرهابية تنفذها مجموات مسلحة أتت من كل أنحاء العالم، حيث أن القسم الأعظم منهم هو إرهابيون وسجناء أخرجوا من سجون هذه الدول، وسهلت أمامهم الطريق للوصول إلى سوريا والقتال فيها وبمساعدة دول الجوار، عبر فتح حدودها، وبالتحديد تركيا التي باتت في قلب الحدث، ويطوقها الخطر الذي لا تريد أن تعترف به، وأكبر دليل على ذلك هو المشروع الذي يعمل عليه لإنشاء دولة كردية في المنطقة بين العراق وتركيا وسوريا. عدا عن أن هذه المجموعات الإرهابية التي اعلنت بعد أكثر من عام على الأحداث في سوريا اعلنت قيام "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام"، وتحولت إلى أخطبوط يهدد الأمن والاستقرار العالميين، ليعبر الحدود ويعود إلى الدول التي كانت الداعم الرئيس له. والصورة واضحة تماما لما جرى، يوم أمس، في تونس والكويت وفرنسا، وإعلان "إمارة القوقاز" مؤخرا في جنوب روسيا وغيرها من الأحداث التي تجري في مناطق مختلفة من العالم. انطلاقا من كل هذه التطورات ماهو المطلوب؟ هل بات على العالم المتحضر أن يعترف بأنه أخطأ في حساباته، ولم يعد قادراً على إعادة السيطرة على هذا الإرهاب الذي شكله بقصد أو بسبب الخطأ بالحسابات؟ وهل سيمد يده لسوريا التي تشكل، حتى الآن، الجبهة القتالية الأولى في مواجهة الإرهاب، أم سيقف مكتوف الأيدي وينتظر عودة المقاتلين الذين سهل لهم الطريق إلى سوريا والعراق واليمن وجميع دول المنطقة التي يعبث بها الإرهاب؟
وهل تاتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم ضمن هذا الإطار للبحث عن حل سريع للأزمة السورية يقطع الطريق على كل الأصوات التي تعيق حلها، وإيجاد جبهة مشتركة يتم الاعتماد فيها على الخبرة التي اكتسبها الجيشان الروسي والسوري خلال حروبهما مع الإرهابيين على مدى سنوات خلت؟
التفاصيل ناقشناها مع ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم
فلنتابع معا ما جاء في سياق هذا الحوار
اعداد وتقديم: نواف ابراهيم